;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

مصيبة الموت!! 2394

2012-07-01 03:18:04


هناك حكمة مصرية شعبية تقول "موت ولا خراب ديار" وهي تتحقق في مجتمعنا اليمني بالحرف الواحد، حيث يتحمل أهل الميت عادة في مجتمعنا تكاليف إضافية تزيد من ذلك الحزن والوحدة ومشاعر الرهبة التي يخلفها الموت في أي بيت.. فنجد مثلاً أن أهل الميت يحملون عبئ إحياء البيت بالولائم والمقايل وجلسات الموالد التي تقرأ يومياً ورداً من القرآن الكريم على روح الميت وهذا كله بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.. ونضيف إلى ذلك طقوس الحزن أو التحزن التي تفتعلها النساء دون خوف من عقاب الله.. إذ تعمد بعض النساء إلى فرض هالة من الحزن، مستخدمة كل طاقتها السالبة لتعميق الإحساس بهول المصيبة التي وقع فيها أهل هذا الميت وكأن الأرض ستتوقف عن الدوران والرزق سيحبس بين السماء والأرض والعناية الإلهية ستجهل طريقها إلى هؤلاء!!.
كما تجد بعض النساء في هذا التجمع الحزين فرصة لعرض مساوئ فلان وعلان من الناس، مذكرة الحاضرين بأن الموت سيكون لهم بالمرصاد وأن ما يحدث للبعض عقوبة من الله وكأن الإنسان إن التزم وأطاع واتقى لن يموت أبداً حتى تقوم الساعة ولهذا فهي ترى أن الموت عقوبة رادعة لمن فعل كذا وكذا، متجاهلة مشاعر أهل الميت وهيبة الحدث الذي شرخ أنفس هؤلاء.
الموت عظة من العظات التي يأتي بها القدر حتى يستشعر الأحياء أنهم في فسحة الحياة التي هم عليها يحظون بفرصة جيدة لإصلاح ما بينهم وبين الله، فهم لا زالوا بخير ونعمة طالما وألسنتهم رطبة بنفحة الروح التي تحرك فيهم كل شيء.. ولهذا فمن الواجب أن يتحلى المرء منا بذلك الوقار المهيب حين يذهب لتقديم العزاء لأهل الميت ولا يحاول الانخراط في تلك الطقوس الخاطئة التي تجذر للجهل والبدع وأن يكتفي بجملة التصبير والتبصير بالقدر خيره وشره كركن أساسي من أركان الإيمان، بل وعلينا تقديم المساعدة والعون ودعم أهل المصاب الجلل بما نستطيع وتعهدهم بالرعاية وتحديداً أيام العزاء الأولى، لأن صدمة الإنسان بموت حبيب تجعله ينسى حتى نفسه وما يملك من قليل أو كثير.
الموت مصيبة تهز كيان الأحياء الذين كانوا يرون الميت ويسمعونه منذ أن دبت فيه ذرات الحياة إلى أن غادرت جسده فجأة لتقطع صلته بالناس والكون حتى ساعة البعث.. ولهذا أسماه القرآن "مصيبة الموت" لأنه يقع في لحظة غفلة بالرغم من أن البشر يعلمون تماماً أنهم سيغادرون هذه الحياة في لحظة ما سواء أرادوا ذلك أم لم يريدوه.
لدي إحساس دائم بأن الحياة الهادئة والراقية المحفوفة بحسن الخلق تنتهي بذات الطريقة لتكون لحظة الموت هادئة وهانئة، والعكس من ذلك صحيح، فسوء الخاتمة مرتبط بسوء الخلق ما لم يرزق الله الإنسان لحظة توبة صادقة تصحح مسار مصيره الأخروي، فلا تجعلوا الموت فرصة لإظهار عيوب الحياة، بل اجعلوه فرصة لاكتشاف محاسنها واعلموا أنكم بخير طالما وألسنتكم رطبة بذكر الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد