غدت ملامح نصر ثورة سورية واضحة لعيان كل من يتابع مجريات الأحداث فيها ويرقبها صباح مساء عن كثب، فثمة مؤشرات واضحة تشير إلى أن إخواننا في سورية قاب قوسين أو أدنى من النصر المأمول بإذن الله، والجميل أن هذا النصر سيتحقق دون تدخل الناتو أو أي قوة أخري، غير قوة الله جل في علاه، وهذا ما سيجعل ثورة سورية أنجح من ثورة ليبيا التي تدخل فيها الناتو وقوى دولية أخري وهو ما تسبب فيما نكاد نسميه سحق البنية التحتية الليبية، وإن كان الأمر في سورية أشبه فيما يتعلق بتدمير البنى التحتية والذي يقوم به نظام الأسد، لكن ما يجعل ثورة سورية أقوى من ثورة ليبيا أن الثوار بعد إسناد الله لهم استطاعوا مواجهة الترسانة الأسدية المدعمة بالترسانة الإيرانية والروسية، كما أن سورية لن تكون مدينة لأحد غير الله بدعمها والمساهمة في صناعة نصرها حتى القرى الخليجية التي تريد أن تتسلق على هذه الثورة من خلال عمل آلتها الإعلامية فقط وإن كنا لا نقلل من ذلك الدور الإعلامي، والذي أتى للأسف تبعاً للموقف الخليجي المتأخر رغم ما تمثله سورية من أهمية بالنسبة لهذه الدويلات التي مصلحتها تكمن في دعم الثورة السورية من بداياتها، لأن هذه الثورة تشكل خط دفاع أمامي عن الخليج المهدد بإيران.
إن من أهم مؤشرات نصر ثورة سورية ما نتابعه على وسائل الإعلام من نقل لمواجهات استطاع من خلالها الجيش الحر نقل المعركة إلى دمشق وتحديدا كما سمعنا قبل أيام إلى المناطق القريبة من الحرس الجمهوري وسكن ضباطه، هذا بالإضافة إلى الخسائر التي تتكبدها عصابات الأسد والمتمثلة في إسقاط الطيران وتدمير دبابات وعربات مدرعة، كما أن من أهم المؤشرات ما يأتي على لسان من يتحدث باسم الثوار في العديد من المحافظات السورية بأن قرابة 60% من مناطق سورية باتت تحت خارج سيطرة عصابات الأسد، وأن الثوار يقومون بعمليات تحرير لمحافظات ومدن وقرى سورية وتمشيطها من هذه العصابات، وهو الأمر الذي أشار إليه محللون سياسيون ومتابعون للشأن السوري، ومن المؤشرات على النصر القريب المرتقب بإذن الله الانشقاقات الواسعة التي تشهدها عصابات الأسد، فقد بدت هذه الانشقاقات بشكل أخر حيث تابعنا هذه المرة انشقاقات لضباط كبار برتبة لواء كما تابعنا وتأكد للقاصي والداني لجوء طيارين حربيين سوريين بطائراتهم إلى دول مجاورة رافضين تنفيذ الأوامر الملقاة إليهم بقصف المدن والقرى السورية بشكل عشوائي، هذا ويعد الموقف العسكري التركي من أهم مؤشرات تقدم الجيش الحر على الأرض داخل المدن والقرى السورية، فمن فضل الله أن جاء حادث إسقاط الطائرة التركية مورطاً للنظام السوري لتدخل تركيا على خط المواجهة وإن كان دخولها غير مباشر لكنى ألحظ أن نشر تركيا لقوات عسكرية وقواعد صاروخية على الحدود مع سورية وتحذير سورية من المساس بهيبة الجيش التركي يعد خطوة عسكرية تكتيكية تحمي ظهر الجيش الحر الذي ينطلق من قرب الحدود التركية..
وبالتالي فانتشار الجيش التركي يوفر الحماية للجيش الحر من أي ضربات جوية قد تطاله في المناطق التي يتخذها منطلقاً له، وكذا يوفر الحماية من أي التفاف قد يحدث للجيش الحر بأي صورة من الصور، إما بإنزال جوي أو بحري أو بري، كذلك تأتي تحركات جيش الاحتلال الصهيوني التي قام بها مؤخراً وخصوصاً يوم الجمعة الموافق 29 يونيو بنشر قواته في الجولان وإعادة تجهيز بعض معسكراته هناك تحسباً - حسب زعمهم لأي هجوم قد يصل إليهم، يعد هذا التحرك مؤشراً من مؤشرات النصر لما في هذا التحرك من دلالات واضحة على أن النظام السوري لم يعد مسيطراً على الكثير من الأراضي السورية وهو ما جعل الصهاينة يستشعرون الخطر.
إلى هذا تعد التحركات الدولية المتسارعة هذه المرة بشأن سورية مؤكدة لنا أن الأحداث على الأرض فرضت نفسها كواقع لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى ساكتاً تجاهه، خصوصاً وقد عودنا المجتمع الدولي الانسياق مع الأحداث وليس السير أمامها فهو لا يؤيد إلا متى ما رأى أن الواقع على الأرض يفرض عليه ذلك وإلا انكشفت مصداقيته وزيف شعاراته المنادية بحماية حقوق الإنسان.
أخيراً.. إننا مع ثقتنا بالله عز وجل في نصرة إخواننا في سورية نكاد نجزم أن هذا النصر بات قريباً بإذن الله ولا يفصل أهلنا في سورية عنه إلا أيام قلائل، وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا، فلربما دخل رمضان وقد حقق الله وعده ونصره عبيده في سورية وقصم ظهر الطاغية وأذله وأخزاه ومن معه.. اللهم عجل لإخواننا في سورية بالفرج والنصر والتمكين يارب العالمين..
نجيب أحمد المظفر
سورية.. نصر يلوح في الأفق 2179