;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

امرأتان على الطريق السياسي 2033

2012-06-30 03:23:02


على طريق نهضتنا السياسية يقف الكثير من الرجال وتكتفي الكثير من النساء بالبقاء خلف الكواليس عجزاً عن المواكبة في بعض الحالات ورغبة في الصمت في حالات أخرى، خوفاً أو مللاً من تكرار المشاهد السياسية الساخنة التي تشحن العقلية النسائية بموجه كهروسياسية سالبة، قد تقودها في بعض الحالات إلى اعتزال مسرح السياسة بكل ما له وعليه ولسان حالهن ينطق بالبلدي الواضح (مابناش طافة) للسياسة ووجع قلب السياسة، لكن ولأن الولاء للقوانين الدولية التي تدفع بالمرأة للمعترك الحضاري تفرض على أصحاب القرار إشراك المرأة في صناعة القرار، فإن المرأة اليمنية وجدت نفسها فجأة في معمعة سياسية مفروضة ولهذا أصبحت لدينا وزيرتان تمثلان أهم مرفقين على المستوى الإنساني وهما "وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي تمثلها الأخت/ أمة الرزاق حُمدّ ـ ووزارة حقوق الإنسان التي تمثلها الأخت/ حورية مشهور" وهاتان الوزارتان تحديداً يُبنى عليهما عمل جهات الدعم الوطنية والخارجية، لأنهما المفتاح للوصول إلى قضايا وهموم الإنسان اليمني عبر دراسات اجتماعية تملكهما هاتان الوزارتان تحديداً.
لكن ومع كل أسف لا يستشعر العاملون في هاتين الوزارتين قدر المسؤولية العظيمة التي تقع على عواتقهم، ويسير العمل في مكاتبهما روتينياً، مملاً، مجحفاً بحقوق الناس من المستضعفين في الأرض، لأن مجال عمل هاتين الوزارتين هو مجال عمل إنساني بحت لا يحتمل التسويف والتأجيل وبناء قصور من الرمال على شواطئ من الخيال! ولهذا نشدد بقوة على ضرورة إشراف معالي الوزيرتين على عمل مكاتبهما في جميع أنحاء الجمهورية إشرافاً شخصياً قائماً على معايير وظيفية وإنسانية وأخلاقية راقية تهدف لخدمة الإنسان اليمني كإنسان مهما كان مستواه أو اتجاهه أو عرقيته.
نهيب بمعالي الوزيرتين تلمس مشاكل وحقوق الإنسان اليمني بمشاعر الأنثى وأحاسيس الأم التي لا تتمنى أن يكون ابنها أو ابنتها في دار أيتام أو أحداث أو رعاية أو على أرصفة الحياة البائسة، تتلقفهُ أيدي المجرمين والقتلة وأصحاب النوايا السيئة والمتشرذمون من البشر، خوفاً على جيل يمني عريض سيقف يوم القيامة أمام ولي الأمر وصاحب الوصاية يسأله: أين كنت منّي؟!.
يا معالي الوزيرتين: الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل التأجيل والتأخير والوصاية الإدارية وفتح أبواب الروتين والمحسوبية التي ما ضاقت ضائقة البشر إلا بعد أن أصبحت هي معاول الهدم والتخريب في كافة دوائر الحكومة ومكاتبنا الوطنية، وبما تحمله كل منكما من مشاعر الرحمة والأمومة إضافة إلى مشاعر المسؤولية وحق أداء الواجب الوطني بما يرُضي الله ويخدم الناس، أناشدكما بالتحرك الجاد والفوري لمراقبة فروع ومكاتب وزارتيكما في جميع أنحاء الجمهورية، فمن الظلم أن يرزح اليتيم أو الحدث أو المعوق أو المهمش، أو الأرملة والمطلقة والفقير ومن لا يملك من أمر نفسه شيئاً تحت طائلة الظلم والتهميش وفي دائرة الجوع والظمأ، من العيب أن يحدث هذا ولدينا وزيرتان امرأتان تعرفان تماماً ماذا يمكن أن يفعل طفل حتى يشبع وماذا يمكن أن يحدث لامرأة حتى تستطيع إطعام أطفالها.
سيدتاي الفاضلتان: فضلاً لا تكونا سبباً في اندلاع نيران الجريمة والانحراف والبطالة وفي أيديكما فقط أن تزورا مكاتب العمل التابعة للوزارتين والإشراف المباشر على الدعم الإنساني القاصر الذي تقدمه هذه المكاتب برضاها أو رغماً عنها، إذ يمكنكما تذليل الكثير من الصعاب حتى يحصل كل ذي حق على حقه أو حتى بعض حقّه، فلا تكونا مجرد امرأتين عابرتين على طريق السياسة، بل عليكما وضع حجر الأساس للمرأة الفاعلة التي تهز عرش السياسة بأصبع واحدة بعيداً عن لغة العنف والتطرف والخضوع.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد