لو كنتُ محافظ محافظة عدن لأصدرت قراراً يُمنع فيه استخدام المولدات في منازل المسؤولين في المحافظة وأولهم المحافظ ذاته، إذ أن اتخاذ القرارات من غرف مكيفة بل" وساقعة " لمعالجة انقطاع الكهرباء أمر غير مجدٍ، بل غير منطقي، خاصة إذا كانت السيارة أيضاً مكيفة والمكتب في العمل يعمل بالمولدات الهادئة ويقول المثل العامي "الشبعان ما يحس للجيعان " وهذا القرار سوف يعجل في وضع حلول جذرية لانقطاع التيار الكهربائي، حيث سيضطر مدراء العموم في المحافظة للوقوف بجانب أنفسهم وسيشعرون بالمواطن، ذلك المواطن التي يحدد أوقات نومه بما يتوافق وخدمة الكهرباء، بل وساعات أكله ومقيله وخروجه إلى الشارع ليصبح الاجتماع اليومي مع الجيران في الأرصفة حديثاً عن الهم العام في انتظار حلول لم تأت بعد ليتعايش الناس مع إهمال المسؤولين الذين لا يحركون ساكناً بسبب غرفهم المكيفة وانقطاعهم عن الشارع العام ومعاناته اليومية، غرفهم وسياراتهم المكيفة جعلتهم أكثر أنانية ونرجسية لا يحركهم ضمير أو إحساس بمعاناة آلاف الأسر الفقيرة الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم خلال ساعات انقطاع التيار ربما تصرعهم الجلطات على حين غرة . الأخلاق والقيم والتوجيهات كلها لا تساهم في رفع الظلم وكتم أنفاس الناس ليس سوى قرار واحد جرى بأن يتساوى الناس جميعاً بالحر حتى يهبوا هبة رجل واحد . فهل تعملها يا محافظ عدن وتصدر قرارك الجريء هذا .
أمل عياش
بشأن الكهرباء لابد من قرار جريء 2266