خرج الشباب إلى الساحات منذ ١١فبرير ٢٠١١ غير عابيئن بنتائج ما سيحصل لهم من بطش وعدوان من قبل من استعذبوا آلام الآخرين لأنهم وصلوا إلى قناعة تامة انه لا أمل في تغيير الحال البائس إلى وضع أحسن مما هو عليه إلا بتغيير أنفسنا امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، فكان ذلك التغيير الهائل في نفوس الشباب ذكوراً وإناثا ... بخروجهم القوي الذي قهر بطش الجبارين وجبروت المتكبرين وقوة وسلاح القادة المتغطرسين... فكان كلما سقط شهيد ازداد وهج الثورة قوة وغليانا وكلما أصيب ثائر بجراح زادت ارادة الثوار على مواصلة النضال حتى وصلت الثورة إلى كل بيت... فرغم الاستهتار بثورة الشباب في بداية الأمر والخطابات التي كانت تصدر من رأس النظام التي تسخر منهم وتهون من أمرهم تارة بقول «من يرحل ارحلوا انتم» وتارة بقوله «أنهم شرذمة قليلون» وتارة يلمز الأعراض بالاختلاط ولان هؤلاء الأحرار والحرائر كانوا أنقى من النقاء واشرف من الشرف لم تؤثر فيهم مثل هذه الإساءات التي لا تسيء الا لمن يطلقها وكان شعارهم (( أن تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون ))، بل لم تؤثر في عزائمهم الرصاص الحى التي اقتنصت أرواح الكثير منهم ظلماً وعدواناً ولا القذائف التي كانت تطلق على جموعهم ولم يثنهم إحراق ساحاتهم لأنهم نذروا أنفسهم فداء للوطن، إدراكاً منهم ان الأوطان أغلى من النفوس ولكى تعاد لهذا الشعب كرامته وعزته لابد من التضحيات فجادوا بأنفسهم راضين ليعيش من يبقى من بعدهم بكرامة وعزة ... وقدموا التضحيات الجسام واستشهد أكرم الناس وأعز الناس وأغلى الناس ذكوراً ونساء وأطفالاً وشبابا، فأيقن رأس النظام انه راحل لا محاله وعرف أن إرادة الشعوب لا تقهر فهي من إرادة الله، فسلم الأمر مكرها... لأنه لا خيار له غير التسليم ...فتحقق جزء كبير من أهداف الشباب بسقوط رأس النظام وبقي الفروع والتوابع متشبثين في البقاء بمواقفهم ومعتقدين وهماً أنهم يستطيعون تحقيق ما لم يستطع قائدهم الكبير تحقيقه ...
فنقول لهؤلاء جميعاً عليهم أن يؤمنوا بسنة التغيير وان لا يسبحوا عكس التيار ... وعليهم التسليم بإرادة التغيير ومن لم يرتكب منهم جرماً ولم تلطخ يداه بدماء الأبرياء ولم تلوث بالفساد فله ما للثوار وعليه ما عليهم، فهذه الثورة ليست ثوره إقصاء ولكنها ثورة بناء وحب وإخاء . هدفها تأسيس الدولة المدنية دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية للجميع بدون استثناء.. يكون القوى ضعيفاً حتى يؤخذ الحق منه والضعيف فيها قوى حتى يؤخذ الحق له ... لا تستقوى فئة على فئة ولا منطقه على أخرى ولا قبيلة على قبيلة فالقانون سيد الجميع ولا احد فوق القانون هذا هو الحلم الذي خرج الشباب من أجله وقدموا الشهداء قوافل متتابعة لتحقيقه... ولان مثل هذا الهدف النبيل والغاية المرجوة لن يتحقق بالأماني والأحلام ولا بالشعارات الرنانة بل يستوجب من الجميع حشد كل الطاقات وشحذ الهمم جميعاً والبدء بخطوات واقعية وصادقة يتحمل رئيس الدولة المسئولية الاولى في ذلك وحكومة الوفاق الوطني والمجلس الوطني لقوى الثورة وكل التكوينات الثورية في مختلف المحافظات وكذلك إخواننا في المؤتمر الذين يؤمنون بهذا التوجه والهدف السامي ولم يلوثوا بمفاسد النظام السابق فهم منا ونحن منهم لهم مالنا وعليهم ما علينا، فلا يتمترسون ويعتقدون أن الثورة والثوار ضدهم، فكثير منهم مظلومون من قبل المؤتمر أكثر من غيرهم رغم انتمائهم له ... وعلينا جميعاً أن لا نحيد عن هذا الهدف ولا نسمح لأحد أن ينحرف عن هذا المسار، فأي تهاون أو رضى بالانحراف عن هذا المسار سيكون خيانة لأرواح الشهداء وللدماء التي سالت ... ووفقاً لهذه المبادئ والأهداف نعمل على زرع المحبة والإخاء بين جميع أبناء الوطن ونقبل ببعضنا البعض مهما اختلفنا بالرؤى والقناعات ووجهات النظر، فالأوطان لا تبن بالضغائن والأحقاد ولكنها تبنى بالمحبة والألفة والإيثار والعطاء وثورتنا ثورة محبة وقيم وأخلاق وعطاء بلا حدود٠٠٠٠نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لبناء مجتمع يسوده القانون ويتحلى بمكارم الأخلاق.
رئيس كتلة التضامن والأحرار بمجلس النواب
محمد مقبل الحميري
الدولة التي من أجلها ضحى الشباب 2494