;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

بيت الأسد لا يخلو من العظام! 2146

2012-06-07 02:31:23


في بيت كلٍ منا صحف وكتب ومناهج دراسية وأجهزة الكترونية يمكن أن تثري معلوماتنا وتعزز قناعاتنا وتمنحنا سعة الأفق والقدرة على استقطاب المعادلات العلمية أو الاجتماعية أو حتى السياسية بطريقة صحيحة ومدروسة.
لكن ما يحدث في منازلنا ليس كل ما سبق، بل إن ما يحدث هو: استخدام الصحف كسُفرة طعام، والتعامل مع مناهج الأطفال الدراسية كمادة علمية أدنى من مستوانا الثقافي، واستغلال الأجهزة الالكترونية في إحياء الغرائز النائمة التي امتنعت عن أداء أنشطتها الفزيولوجية تحت تأثير الحالة الاقتصادية المريرة التي يعانيها هذا الشعب غنيه وفقيره، صالحه وطالحه، مؤتمره ومشتركه، سنته وشيعته، حوثيته وقاعدته!!.
أعود إلى منزلي كل يوم وفي يدي أكثر من مطبوعة محلية أو إقليمية، ثم أكتشف كل صباح يوم جديد أنني لم أقرأ إلا عناوين عريضة بينما أحتسيت من فناجين القهوة ما احتسيت ولم أخرج بفائدة!.
وفي كل يومٍ أيضاً يقف أطفال حارتي أمام الباب يطلبون صحيفة قديمة لتنظيف الزجاج أو لف السندوتشات المدرسية، وبيت الأسد طبعاً لا يخلو من العظام، لكن بيوتنا خلت من الأسود ولم يبق إلا العظام!.
بين أيدينا وسائل كثيرة وأدوات أكثر للحصول على العلم والثقافة حتى يتم عن طريقها ترويض هذا الإنسان الخام صاحب السليقة البيضاء والفطرة البريئة، ليدرك الحياة من حوله بشكلها الجديد ولونها المبتكر، فهو لا زال يستخدم أدوات بناء قديمة لتشييد صروح من زجاج، ويحاول فك شفرات التكنولوجيا على طريقة "إفتح يا سمسم، إفتح يا مشمش...."!.
الإنسان اليمني يملك فطرة ذكية ونية نقية وقواماً عرفياً محافظاً لا بأس به، لكنه لا يملك المعرفة التي تسخر طاقاته الخلقية والخلقية "بضم الخاء في الأول وفتحها في الثانية" لتجديد أساليبه المعيشية وتطويرها ومن ثم الارتقاء بالمستوى المادي للمجتمع والحصول على الحد المعقول من الرفاهية الاجتماعية والتميز الطبقي المعقول وغير المبني على الفروق الإنسانية العرقية أو السياسية أو الدينية.
إنسان المرحلة بحاجة إلى إدخال البرمجة الحديثة للأساليب المعيشية إلى حياته، لأنه إنسان جديد يعيش بثقافة قديمة مبنية على أسس فلسفية بسيطة كفلسفة الحاصل و"عادي" و"مش مشكلة" و"هي عيشه والسلام" و"..اقرش لفلان يجزعك طلقه"..وهكذا، نحن نعيش ضمن مجتمع مطعم باللامبالاه وملغم بالعشوائية، لا يحترم كلمته ولا يمنح الاهتمام لمظهره وليس لديه أي ميول للتغيير.. وتصوروا في مجتمع مثل مجتمعنا هذا كيف يمكن للبعض الذي يحترم الوقت ويمجد الكلمة ويعطي نفسه ما تستحق من الرعاية الداخلية والخارجية أن يعيش؟! المفكر منجمّ، والمثقفة امرأة منحطة، والنظيف يشكو من أحدنا متأرجحاً بين كفتين تطغى في إحداهما الحضارة المفروضة على المجتمع وتسود في الأخرى قيم اجتماعية على تلك الحضارة، ونحن بين هذا وذاك "يا غافل لك الله"!.
AL Tafalahdal@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد