لم أتوقع الصمت المذهل الذي سيطر على المرشح المصري حمدين صباحي بعد عدم تأهله لجولة الإعادة، فقد صمت صمتاً يجر بعده أذيال الخزي والعار والخيانة لدماء شهداء مصر.. لا أخونه هنا لكنه انتقاد بناء وفي مكانه الصحيح.. البعض سيقول وسيسأل نفسه لماذا اخترت حمدين من بين كل المرشحين فأقول: لأنه القومي حمدين صباحي هو الأعرف أكثر من غيره من هم الإخوان ومن هو
مرسي ومن هو شفيق، فكان الأحرى به أن يوضح للناس ولمناصريه الذين تذبذبوا وجرتهم الأموال الفلولية على رؤوسهم لتظهر أمس إحدى مناصرات صباحي وكأنها محامية على النظام السابق وعلى شفيق بنفس الوقت.. أما ما ارتكبه حمدين صباحي من جرم فهو أنه قبل أيام وضح نفسه في موضع المثل القائل ( لا تشلوني ولا تطرحوني ) فقد دعا أو خرج مع مسيرة لا تبدو كبيرة رافضة لمرسي وشفيق، فالظاهر بأنه يريد ملكاً من السماء ينزل يترأس مصر والأغرب من ذلك بأن حمدين عمل كالتي أجرمت وحاولت صنع الدعاية لجرمها وترويجها الترويج الثاقب، حيث دعا صباحي المرشح/ عبدالمنعم أبو الفتوح ومناصريه ليخرجوا معهم في تلكم المسيرة الممهنجة ظناً بأن أبو الفتوح سيسلك مسلكه الذي استنكرته أنا ومن أعرفهم، فضلاً عن المصريين المنددين به عشرين مرة في اليوم والليلة..
والبعض من الناس اتخذ كلمة (شباب) واستغلوها في مصالحهم الغائبة عن الوطن والمواطن وهذا هو ديدنهم في كل مكان في ظل ثورات الربيع العربي... فصباحي ليس مستقلاً حتى يخرج مع مسيرة شبابية تدعي استقلالية الإنتماء، فهو معروف توجهه ومكانه، فالأحرى أن يتكلم بإسم حزبه وأنصاره فقط ولا يتعدى حدود مكانه.. أما حزب الوفد المصري الذي كنت أعتقده آخر من يؤيد مرشح الثورة مرسي فقد أذهل الكثير بقراره الحر الشريف الوطني الذي لم تشتريه بعض دول المحاددة والمجلس العسكري العقيم فقد قال أحد قياداته بأن مرسي أولى لأنه خرج من هناك من بين الزحام من بين دماء الشهداء من ميدان التحرير، ناهيك عن شفيق الذي أتى من قصر مبارك ومن سرداب المجلس العسكري عجل الله بزوال من يديره... فالقضية واضحة وضوح الشمس في وضح النهار من مرسي ومن شفيق ومن الشارع الذي سيكون مرسياً للشعب أم مشفقاً على نظام قتل الشهداء، فنقولها وبالدليل مرسي مرشح الثورة والاهتمام بها وأهدافها وشفيق مرشح إعادة إنتاج النظام السابق وقتل روح الثورة وتضييع أهدافها والانتقام من قوادها والحليم تكفيه الإشارة.. فإما يا مصري يا عربي يا شريف يا نزيه يا حر تحفظ دم الشهيد الذي تناديك أمه كل يوم وتتوسل إليك بحفظه وتبيع القليل "الدنيا" بالكثير "الآخرة",وإما إنك تبيع دماءهم لشفيق ومبارك ودول الحدود اللئيمة وتخدع الشهيد الذي ناظل من أجلك وتحمل فوق ظهرك الخزي والعار والجبن والخيانة..فمن أيهما أنت أيها البطل؟؟ وأخيراً التحية لحزب الوفد الوطني الرائع الذي وضح موقفه للناس ولا عزاء للمقال شعبياً صباحي حتى يراجع الحسابات التي لُخبطت عليه... أما أن يعود هو للترشيح كما يهلوس له البعض ويغروه فهذا كان في عهد الأنظمة العشوائية التي لا تمشي بنظم قانونية ولن أزيد...
صدام الحريبي
التحية للوفد .. 1791