;
صفوان الفائشي
صفوان الفائشي

22 مايو ومحاكمة كل من أساء إلى الوحدة 1917

2012-05-22 15:56:06


لتكن ذكرى 22 مايو هذا العام فرصة حقيقية لتجاوز الانتكاسة التي أصيب بها الوعي الوحدوي لدى أبناء الجنوب جراء الممارسات العدوانية والاقصائية التي مارسها النظام السابق طيلة العقدين الماضيين، وأدت إلى إرباك الوعي الجمعي الجنوبي واضطرابه، فراح على إثر تلك الممارسات وفي ردة فعل غير مدروسة يحمّل الوحدة مسؤولية أخطاء لم ترتكبها وانقلاب لم يكن من تنفيذها.
ونحن نعيش الذكرى الـ 22لقيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م عقب ثورة 11 فبراير 2011م وما أوجدته من وعي جديد وثقافة جديدة على كافة المستويات، هذه الذكرى التي تأتي في ظل الثورة الشعبية الشبابية التي أطاحت بأحد أبرز من أساءوا للوحدة اليمنية، ونالوا من أهدافها السامية، وقوضوا الأسس التي قامت عليها تلك الوحدة، بإتباع سياسة الضم والإلحاق والإقصاء والتهميش، والاستحواذ والتملك.
هذه الذكرى يجب أن نجعل منها محطة تاريخية هامة تمثل نقطة البداية لمحاكمة أولئك الذين أساءوا لذلك المشروع النبيل، وعملوا على إجهاضه وانقلبوا على الغايات التي قام لأجلها، بانقلابهم على شركائهم الجنوبيين في صناعة الوحدة، وإلغاء مبدأ هام من مبادئها المتمثل في الشراكة التي قامت على أساسها.
إنّ ذكرى الـ 22 لقيام الوحدة يجب أن تكون بداية مرحلة جديدة وفاصلة في تاريخ اليمن الجديد تمثل بحيث بوابة العبور نحو إعادة الاعتبار للوحدة ولأبناء الجنوب والشمال.
وهو ما يتطلب إجراء مراجعة شاملة تعيد لـ22 مايو وهجه ورونقه، وذلك من خلال تحقيق العدالة وإرساء قيم المواطنة المتساوية، وذلك حتى يشعر أبناء الجنوب وأبناء الشمال أنهم جميعا أبناء وطن واحد، وأن مصيره مرهون بمدى تفاهمهم وتسامحهم وتصالحهم مع بعضهم البعض، ومرهونٌ أيضاً بمدى قدرتهم على تجاوز الماضي ومآسيه التي لم يكن للوحدة ذنب في وقوعها، بل إن تلك المآسي والآلام هي من صنيعة الاستبداد الفردي الذي طال أذاه كل أبناء اليمن.
إذاً لنجعل من ثورة التغيير التي أطاحت بالنظام السابق فرصة تاريخية لصياغة تاريخ اليمن من جديد، تاريخ يحفظ على اليمنيين وحدتهم، ويأخذهم إلى إيجاد مسارات جديدة، تقودهم نحو حلول ومعالجات حقيقية لأعقد المشاكل اليمنية، وفي مقدمتها القضية الجنوبية التي يجب على أصحابها أن يدركوا أن مطالباتهم باستعادة دولتهم المفترضة ولو على أنقاض بنيانهم الاجتماعي.. إن مثل تلك المشروعات الصغيرة لن تفضي إلى حل كل مشاكل الجنوب، كما يعتقدون، بل ستؤدي بهم إلى مزيد من التشضي والتمزق وعلى مستوى المدينة الواحدة.
وبالتالي ما من حل سوى الاستفادة من ثورة التغيير في ذكراها الثانية وما أفرزته من واقع جديد، أظهر وحدة الموقف لجميع أبناء الشعب ، الذي يجب أن نعمل من خلاله على توطيد أواصر المحبة والتلاحم بين أبناء الشعب في إطار اليمن الموحّد، وأن يستغل اليمنيون ذكرى الوحدة في عيدها الـ 22 لصياغة عقد اجتماعي جديد تقوم بموجبه شراكة وطنية فعلية نعبر بها نحو مستقبل أفضل، مع التأكيد على أهمية المحاكمة التاريخية لكل أولئك الذين أساءوا إلى الوحدة، وألحقوا الأذى بملايين اليمنيين الذين ناضلوا كثيراً وطويلاً في سبيل تحقيق حلم الوحدة الذي سرق منهم على حين غرة، وقد حان الوقت لاستعادتها وإعادة الاعتبار لها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد