إن التناولات الإعلامية خلال هذه الأيام يجب أن تكون على قدرٍ عال من المسئولية الوطنية، حيث أن الوطنية والانتماء الوطني ليست ماركة مسجلة لحزب أو فئة أو جماعة، بل هي علاقة تفاعلية بين الوطن والمواطن لذلك علينا الاستعداد للحوار الوطني والابتعاد عن الخطب التي تؤجج الأوضاع وتؤزم الحياة السياسية والاجتماعية والسمة التي اتسم بها بعض المتحدثين والذين حاولوا بتعمد تناسي الوثاق الوطني في تناولاتهم الإعلامية ويجب أن يكون الخطاب الديني والإرشادي يصب في رؤية إعلامية موحدة لخدمة المجتمع اليمني عامة والمواطن خاصة خصوصاً ونحن مقبلون على حوار وطني شامل الذي سيشارك فيه كل الأطياف.. لذلك لا يجوز إطلاق الأحكام الجزافية مسبقاً، لأن المرحلة تتطلب التوافق ومن هنا يستدعي تظافر الجهود لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة وأن يتم الخروج برؤية يتم من خلالها تدارس الوضع وتداركه قبل أن يستفحل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك حيث أن الحكومة تريد حقها من المواطن والمواطن يردي حقه من الحكومة أن يعيش حياة هانئة كريمة في ظل مجتمع واحد يسوده النظام والقانون وإذا كان البعض لا يهمه أمر واستقرار البلد خصوصاً جماعة القاعدة أو ما يطلقون على أنفسهم أنصار الشريعة عليهم أن يتقوا الله ويشعرون بالمسئولية بأهمية الحوار الوطني، لنكن جمعياً معاً في إنجاح الحوار والذي ستثمر نتائجه بمردود إيجابي على جميع اليمنيين وهنا يكمن دور الأحزاب بمسئولية عليا في توجيه أعضائهم للقيام بدور فاعل لإنجاح هذا الحوار الوطني المرتقب عنه قريباً والذي يعلق عليه الآمال كل أبناء اليمن في الداخل والخارج وبشكل كبير لإيجاد أرضية حقيقية لبناء الدولة المدنية المنشودة ومن المفترض أن يتم التحضير الجيد والجاد والمبكر لهذا المؤتمر حتى يخرج بقرارات قوية وفاعلة على مستوى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهل يعلم الجميع بأن جميع الأمم والدول السابقة والحديثة والمعاصرة مهما أختلف أبناؤها في الرأي وتباين، فإن مصالح الدولة ومقدراتها وثوابتها خط أحمر لا يمكن المساس بها وإدخالها في المنازعات، لكونها تخص الأمن القومي برمته.
ويتوقع اليمنيون بمؤتمر الحوار اليمني أن لا يضيعوا هذه الفرصة ويصنعوا مستقبلاً يضمن لهم الكرامة والحرية والمواطنة المتساوية واحترام الدستور والقانون الذي يجب أن يضع اليمنيين على قدم المساواة وبهذا نذكر الأحزاب المشترك والمؤتمر أن يتفقوا جميعاً ويبدأون في الاستعداد للحوار كما ينبغي على العقلاء والشرفاء من أبناء هذا الوطن أحزاباً وجماعات محاربة كل أنواع الاستبداد والإقصاء والتهميش والعمل بروح الفريق الواحد على أرضية مشتركة يمثلها هذا الوطن.
وهل يعلم الجميع أن زيادة التعنت وكثرة المطالبات التعجيزية من كل الأطراف وإدخالها في الحوار سيجعل البلد يعيش في دوامة من الانفلات الأمني وانتشار القاعدة وخصوصاً في بعض المناطق في يمننا الحديث.
لذلك علينا أن نسعى جاهدين معاً لإنجاح الحوار الوطني.. هذا ما نأمله ونتمناه بإذن الله.
محمد حمود الخولاني
معاً من أجل حوار وطني ناجح 1686