إن حكومة الوفاق الوطني التي قبلت أن تحكم والرئيس السابق لم يغادر البلاد وأبناؤه وأقاربه مسيطرون على معظم الجيش والأمن، هذه الحكومة في ظل هكذا وضع هي حكومة انتحار، لن تستطيع أن تغير من هذا الوقع المؤلم الكثير، بل لا قدر الله وطال بقاء الرئيس السابق وتأخرت عملية هيكلة الجيش، فقد يكون الفشل حليفها، بل قد تصطدم بثورة مضادة لا سمح الله، والشواهد كثيرة على كلامي، ففي أبين مثلاً كم هو الجهد الذي يبذل للقضاء على القاعدة وكلما أوشكت المعركة على الانتهاء بدأت معركة جديدة، وخرجت هذه الجماعة بقوة جديدة ولسان حالها عادنا إلا بدأنا، ووزارة الكهرباء أعان الله وزيرها وكل المخلصين معه، كم هي الجهود التي يبذلونها وكم مليارات تنفق من أجل إصلاح التخريب الذي يطال خطوط الكهرباء وأبراجها، فما أن يستكمل الإصلاح حتى تضرب من جديد.
يا حكومتنا الموقرة أنتم بهذه المعالجات تضيعون الوقت والجهد، مثلكم كطبيب يعالج السرطان بالمهدئات، إن نجاحكم في ظل بقاء الرئيس السابق في البلاد وبقاء سيطرة عائلته على الجيش والأمن هو ضرب من الخيال، لكن المخجل ذلك الصمت المريب للأمم المتحدة إزاء ما يحدث في اليمن وكأن أمن واستقرار اليمن لا يعنيهم.. اليمن على شفا كارثة محققة إن لم تبادر الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إجبار الطرف الذي يرفض ويعرقل تنفيذ بقية بنود المبادرة.
إن المماطلة والتأخير تزيد من الأزمة الخانقة، لقد بلغت النفوس الحناجر حتى خطوط الكهرباء لم تسلم منهم، يحرمون الشعب من الكهرباء في موسم الصيف، مما يجعل الحياة في منتهى القسوة.. إن مشاكل اليمن ومعاناته باقية ما بقي الرئيس السابق في البلاد وما بقيت عائلته ممسكة بأجهزة الأمن والجيش.
صادق السفار
إلي حكومة الانتحار الوطني 1694