يظن البعض أننا ثرنا على علي عبدالله صالح والذي إن كان فعلاً صادقاً سيغادر السلطة بعد فترته الرئاسية والعام 2014م، لا يحتاج إلى ثورة والدماء وهذا الوضع الصعب والمُصَعَّب على اليمنيين بتقصير منهم وحضور للآخر أكان محلياً أو دولياً.
الحقيقة أننا ثرنا على مشروع التوريث وأحمد علي والعائلة التي أرادت أن تستملك الشعب والوطن وتتصرف بالثروة والسلطة وتأمر وتنهي كآلهة من دون الله متجاهلة تاريخ ونضالات شعب وثوراته ضد الإمامة والاستعمار.
ومن المطلوب اليوم أن نكون واعيين ونحصر دائرة العداء مع من تبقى من دائرة العائلة التي بمواقفها المتصلبة والمتصلفة تعكس عداوتها للشعب اليمني بتمسكها بالقوة وأدوات السلطة في الجيش والأمن، مستخدمة بوقة وأجراء تدفع عنها سهم الشعب المصوب نحوها كعدو يجب التخلص منه لتنطلق الأمة اليمنية نحو آفاق واسعة من التنمية والبناء بسواعد فتية وعقول ناضجة وقلوب مفتوحة واستجابة لنداء الحق والعدل والقانون.
لا زال الهدف لم يتحقق بعد وهو إزاحة العائلة ومشروع التوريث من أمام أحلام اليمنيين وأكرر أن الشعب اليمني بكل تأكيد كان مستعداً للصبر على بقاء علي عبد الله في السلطة حتى نهاية فترته الرئاسية والعام 2014م إن علموا منه الصدق لكنه لم يجرب معه صدقاً قط، لذا كل محاولات صالح البقاء في السلطة باءت بالفشل وقوله أن لا تمديد ولا توريث بغياب قيمة الصدق في خلقه ومن ضيع قيمة الصدق، فهو لما فوقها ودونها أضيع ولا خلاق له في الدنيا والآخرة، فخلق الصدق عمود كل الأخلاق والقيم ولذا رأى الشعب اليمني في صالح كل سوء وشر عندما صمم على تحقيق وإنفاذ إرادته في نيل حقوقه واستعادة سلطته من مغتصبها ولولا الله ثم قوة وصبر الشعب اليمني لفعل أعظم مما يفعل وفعل المجرم بشار الأسد فمحملات النصر والقدرة توفرت في الشعب اليمني بعد توفيق الله وعونه وأكبرها النضج والكتلة والتراكم السياسي الفاعل في الثورة اليمنية الذي استطاع أن يضبط مسار الثورة ويوجه قوتها نحو الهدف والضغط الذي أرغم صالح على الاستسلام والخضوع لإرادة الشعب اليمني والثوار الأحرار.
فمهما يصور المبطلون أحمد علي حملاً وديعاً ويستهدفون الأحرار من الجيش الوطني ورجاله الشرفاء الذين ضحوا بحياتهم رخيصة من أجل نصرة حلم هذا الشعب العظيم ونجد السذاجة في التصديق لمثل هذه الأصوات بفعل قوة صخبها على أسماع السذج.
أليس من وقف مع الثورة من قيادة الجيش الحر يعلن صباحاً ومساءً استعداده لقبول أي قرار من مصدر القرار وشخص الرئيس/ عبدربه منصور هادي وشرعيته الثورية والدستورية والشعبية والإقليمية والدولية؟.
بينما يتمرد أفراد العائلة عن قرارات الرئيس/ عبدربه منصور هادي، ليس حلماً بالعودة إلى السلطة والحكم والتي أصبحت بحكم المستحيل وبعد المشرقين، لكنها روح الانتقام ومضي الوقت دون التقدم إلى الأمام وتحقيق أهداف الثورة وإرساء دعائم الأمن والاستقرار وسيادة النظام والقانون ويكون الشعب أمام الفرق الهائل بين عهد مظلم وعرض بغي إلى صبح طاهر وقلب النبي كما صورها الأستاذ/ عبدالله البردوني رحمه الله:
فولى زمان كعرض البغي وأشرق عهد كقلب النبي
من الضروري في مثل هذه المرحلة الحرجة البحث مع كل الأطراف عن مشتركات وطنية وتوسعتها وخصبها وتخصيبها لتثمر وطن وعقيدة وطنية مع كل الأطراف(البعيدة) والطرف هنا بمعنى التطرف وإن كان قاعدة وحراكاً وحوثياً أو عبده الجندي والذي يملك نظرية الحق لكنه يكابر ويزرع ألغاماً، فهل إذا أُحسن التعامل معه ربما يفيد الثورة وتنعكس فلسفته المحلقة والتي ينثرها كتابة ويهرطق أوحال وقذائف تدك العظم الوطني وتفتت اللحمة الوطنية؟
المفكر الإسلامي محمد المختار الشنقيطي يفرق بين الانشطار الرأسي في الكيان الوطني وبين التعدد الطبقي، فالانشطار في البنية الاجتماعية للشعب إلى طائفتين أو مذهبين أو إيديولوجيتين ذلك خطر إجهاض تام للثورة وتدمير للوطن البيت الذي يجمعنا، وهذا ما يحصل في سوريا والفرز الطائفي بعكس التعدد الطبقي الأفقي وأصل التفاوت الاجتماعي أو المادي الذي يحفز على الثورة ومطلب العدل والحرية وسيادة القانون.
وعلينا بناءً على تلك النظرة الدقيقة من مفكر بحجم المختار الشنقيطي أن نحذر من تجسير الهوة مع الحوثيين ونعمل بكل جهد على سد الفجوة والقرب بدلاً من التحلق في زوايا متباعدة تصنع المواجهة المدمرة.
لذا يجب البحث عن مشتركات تكون منطلق لأفق وطني والنقاش الجاد في المختلف فيه وتفتيت البُنى التقليدية المُدْفِعة نحو الفرقة وخسارة الوطن والأخوة فيه.
سؤال: (1) هل يبحث طرف الحوثيين أو الحراك المسلح والقاعدة وكل بعيد عن الوسط عن مشترك وفاقي مع عدوهم الحقيقي وهو هنا طرف (شريك) الثورة ـ على افتراض ثوريتهم ـ بعد أن تخلوا عن استهداف بقايا العائلة المتمردة عن الشرعية الشعبية الثورية الدستورية والمناخية وكل مسميات الشرعية هي اليوم مجتمعة لـ عبد ربه منصور هادي؟.
(2) هل للشيعة علماء حديث مثل ما هو للسنة من مثل الألباني والوادعي ومن قبلهم من علماء الحديث وخدام السنة الذين عملوا على تصفيتها من دخيل القول لغير رسول الله؟
ذلك الفن الذي أذهل المؤرخين والعلماء من غير المسلمين وشهدوا بسلامة وصول الوحي قرآناً وسنة كما أنزل على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم؟.
"اللهم بارك لأمتي في بكورها"حديث شريف:
كم يخسر المجتمع في نظام حياته العصري والساعة الثامنة، وكم كان الآباء والأجداد سعداء في بكوراتهم الصباحية حين يبدأون صباحهم من بعد صلاة الفجر في مشوارهم اليومي سواء في التسوق أو قضاء أعمالهم اليومية، فلا تكون الشمس ضحىً حتى تكون حوائجهم مقضية والقفول عائدين قبل اشتداد حر الشمس والتلذذ بالجلوس تحت (رسيع) يرتشف فنجان من القهوة أو الشاي (وعاس) بطعم العسل.
ومن الضروري إعادة النظر في أسلوب حياتنا المعكر لصفوها وما يلبي السعادة والوفاق الروحي وربط الأعمال بالصلوات وتبدأ اليوم والعمل من بعد الصلاة مباشرة ويراعي حالة الطقس من البرودة والحرارة ولكل مدينة بما يتناسب مع طقسها صيفاً وشتاءً.
طاهر حمود
الثورة ضد التوريث 2019