ما دفعني للخوض في هذا الموضوع هو كثرة الأخذ والرد الذي حظيت به دموع رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه وكم أدهشني كلام البعض عن تلك الدموع واحتقارهم لها ومهاجمة صاحبها وكأنها جريمة وربما نعذر هؤلاء لأنهم لم يشعروا بحجم المأساة والضرر الذي أصاب اليمن بفعل سياسة النظام السابق وهو الأمر الذي يجعل عيون كل غيور علي بلده دماً وليس دموعاً، فكيف لا يبكي باسندوه على بلده الذي دمره نظام عرف بقسوته فلم يرق له قلب على وطن ولم تبك له عين رحمة، وطن باع ثرواته وخرب مقدراته فهل نحن بحاجه إلى حكام قساة مثل أولئك الذين يسرقون ثرواتنا ويدمرون مقدرتنا بدم بارد يا هؤلاء أن الدموع التي تخرج من قلب عرف صاحبها بصدقه وحبه لوطنه هي دموع تحمل معها بشائر الخير، بل هي علامة بان صاحبها يملك قلباً رحيماً والراحمون يرحمهم الرحمن، لماذا نتهم صاحب الدموع بالضعف؟ هل كان عمر بن الخطاب ضعيفاً وهو الذي كان يبكي ويتألم لبكاء طفل من المسلمين، لأن عمر ـ رضي الله عنه
قرر أن يعطي من بيت مال المسلمين لكل طفل فطيم فقررت بعض نساء المسلمين التعجيل بفطام أولادهن من أجل الحصول على الراتب، فكان بكاء الأطفال الذي أبكى عمر رضي الله عنه وكم هي مشاهد البكاء لعمر على أحوال المسلمين، فما نقصت تلك الدموع من قدر عمر وما أضعفته عند عدو/ بل زاده الله بها عزة ونصراً يا هؤلاء دعوا تلك الدموع تنزل لعل الله يرحمنا بها، فتخضر شجرة التنمية ويسود العدل الذي حرمناه بسبب أصحاب القلوب القاسية الذين نزعت
الرحمة من قلوبهم، فانتشر الظلم والفساد والخوف في كل مكان..
صادق السفار
حاجة اليمن للدموع 1844