عهد كلنا (حوس) بتلك العبارة والعهد الذي قطعه شباب اللجان الشعبية بمدينة لودر بمحافظة أبين على أنفسهم لحظة تشييع شهيدهم البطل حوس في بداية شهر ديسمبر من العام الماضي قد كانوا حقاً أوفياء لقائدهم الشهيد توفيق علي منصور الجنيدي (حوس) الذي استشهد بأيادي العناصر المسلحة لحظة ذهابه إلى بيت الله لتأدية صلاة الفجر بعد مرور قرابة 40 يوماً من تأديته مناسك الحج، حيث قامت تلك العناصر بزرع قنبلة بالقرب من منزله وأسفر الانفجار عن استشهاد مرافقه فيما حوس أصيب بجروح خطيرة أسعف على إثرها إلى احد مستشفيات البيضاء، إلا أنه فارق الحياة، حينها عم الحزن مدينة لودر حتى النساء خرجن من بيوتهن ولأول مرة بتظاهرة للمطالبة بمحاسبة قتلة الشهيد(حوس).
استشهد حوس لكن رجاله ظلوا باقين على وفائهم له ويحمون مدينتهم بحدقات أعينهم من تلك العناصر المسلحة التي تفكر بأن تسقط مدينة لودر التي تعد المركز التجاري للنديرات الشرقية على غرار مدينة جعار التي تشكل المدينة التجارية على مستوى محافظة أبين وتشكل نقطة عبور للمديريات الشمالية الغربية لمحافظة أبين والتي كانوا قد سيطروا عليها في مارس العام الماضي وبتوطؤ فاضح من النظام آنذاك.
سعت العناصر المسلحة بين لحظة وأخرى إلى زرع قنبلة وعمليات انتحارية تستهدف شباب اللجان في لودر بهدف إثارة الرعب بين إبطال اللجان، إلا أنهم لم يدركوا أن تلك المفرقعات ستزيد الشباب قوة وإصراراً في الدفاع عن مدينتهم لودر.. حقاً لقد لقن الشباب المسلحين فجر الاثنين الماضي درساً في الفنون القتالية واستطاعوا الاستبسال في وجه المسلحين، ساندهم في ذلك اللواء (111) مشاة في لودر والكتيبة المرابطة في عقبة (ثرة) والطيران الحربي الذي كانت أهدافه محققة على أوكار المسلحين.
أسبوع ونيف مر من الحرب والشباب مازلوا مستبسلين في وجه العناصر وقد أذهل الشباب الجميع في صمودهم الأسطوري وأصبح الكل من العامة يتحدثون عن شباب لودر الذين لم يشتكوا أو يطلقوا الصرخات "ساعدونا إننا نقصف ونقتل" بل أرادوا إرسال رسالة للمتآمرين أن لودر عصية برجالها وشبابها الذين لا ينتمون إلى أي حزب سياسي أو منظمة إرهابية، بل إنهم شباب بعمر الزهور أغاروا على مدينتهم ودافعوا عن عرضهم، أرادوا أيضاً إيصال رسالة بأن فزاعة القاعدة يجب أن يكون الاستماع لها من الجهات الداعمة لها، كون لودر ورجالها سيكونون القلعة الحصينة التي تتصدى للمعتدين وستكون مقبرة للمتآمرين.
وأخيراً نحيي الشباب والجيش والقبائل جميعها في عموم المحافظات التي آزرت هذا الموقف الأسطوري للشباب ونأمل أن تكون أبين بشكل عام خالية من تلك العناصر المسلحة والتي حتماً ستنهزم بفضل رجال أبين الذي التاريخ يشهد لهم ومن تآمر على أبين لابد أن يدفن فيها.
أبو عبدالله
تحية لرجال الشهيد(حوس) 2439