;
توفيق الخليدي
توفيق الخليدي

موت ودمار وتقولون أنكم لله أنصار!! 1981

2012-04-18 03:49:17


أنصار لله في صعدة وأنصار لشريعته في أبين , ولكل منهم معتقداته التي تختلف بل وتتعارض مع ما يؤمن به كل طرف , وجميعهم يتحدث عن كرامات ربانية أشبه بمعجزات ليثبت لنا أنه الحق وأنه خليفة الله في أرضه , وحينما لا يقتنع المجتمع بأفكاره ومعتقداته شد مئزره وحمل سلاحه زاعماً تحكيم شرع الله في الناس بالقوة, فمجتمع لا يؤمن بأفكاره مجتمع ضال مضل ويجب إرغامه على شرع الله وليمت من يمت وليتشرد من تشرد فلا يهم الأهم أن تسود أفكاره وأن يتم تحكيم شرع الله وفق ما يراه هو ومشايخه أو أسياده , في أبين قتل المئات وأسر ذهبت تبحث عن مأوى هنا وهناك ومن لم يجد سكناً اتخذ المدارس والمجمعات العامة ملجأ له في صورة مؤسفة جمعت ما بين الدموية والدمار وما بين هتك الستر على نساء بتن مشردات ربما لا يجدن مكاناً للنوم فضلاً عن أي شيء آخر وأطفال تقرأ الأسى في ملامحهم الطفولية الحزينة , وفي الجانب الآخر من البلاد وفي محافظة حجة تحديداً يموت العشرات وتشرد آلاف الأسر لتسكن في خيام واهية ألهبتها شمس الظهيرة ولا تقوى على مقاومة الأمطار , والأسوأ هنا ليس القتل المجاني لغرض تحكيم شرع الله -وفق فهم أولئك- وحسب بل تجاوز الأمر ليتم زراعة الأرض بالألغام في إسراف في القتل يتنافى مع إرادة الله التي سخرت السماوات والأرضيين وما بينهما للإنسان كقيمة عظمى وكان "هدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من إراقة دم مؤمن" و"لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" أو كما قال عليه الصلاة والسلام , لقد شاهد الجميع (الطفل مشتاق) أحد ضحايا تلك الألغام التي زرعت في أماكن مأهولة بالسكان دون مراعاة لحياة الـأطفال والنساء والشيوخ , لقد مزق اللغم جسده النحيل وغادر الحياة ليتعلق يوم القيامة -بإذن الله- في عنق من غرس ذاك السم المميت ومن أباح له ذلك في مناطق الرعي التي كان يرعى فيها أغنامه , وكأنه لا يكفي هذا الطفل أن يعيش طفولته البريئة راعياً للأغنام؛ تنحت عوامل الزمن على وجهه الصغير قساوة الحياة , حاله حال ملايين أطفال اليمن الذين حرموا من طفولتهم، لأنهم ولدوا في وطن لا يعيش فيه إلا الأقوياء.
هل كان ينقصنا أن نموت هكذا يا أنصار الله ويا أنصار الشريعة؟! هل إرادة الله وتحكيم شريعته تقتضي أن تفرض؛ ولو على جثث اليمنيين المنهكين بالفقر والمرض وسوء الحال؟! هل نحن كفار في نظركم يا هؤلاء؟ هل يرضى الله أن تشرد النساء والأطفال في العراء وفي الأماكن العامة؟ هل يرضى الله أن يموت مشتاق بتلك الطريقة نصرةً له؟ هل الانتصار لله بالموت والتشريد؟.
جاءت الشريعة الإسلامية لحفظ الضروريات الخمس (الدين والنفس والعقل والعرض والمال) والمراد من مقاصد الشريعة (نفي الضرر ورفعهِ وقطعهِ عن هذه الضروريات) فبالله عليكم ماذا تبقى من هذا؟.
تغريدة..
في المجتمع المسلم لا تحتاج إلى بندقية لفرض الإيمان ولكن تحتاج إلى أسلوب عرض جميل ينفض الغبار عن القلوب المؤمنة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد