أعتقد أن رياح القرارات الصائبة قد هبت هذه الأيام ولم تسبب تعكراً للجو كما تفعل الرياح عادةً حين تهب بغبارها وشوائبها على وجه تعز وتصبر الحالمة لا تشكو ولا تتضجر ولا تبدي السخط!
آخر القرارات الصائبة والتي يجب أن تُحترم منا جميعاً، قرار تعيين الأستاذ/شوقي أحمد هائل محافظاً لمحافظة تعز، واعتقد أن الرجل الآن أصبح له مكانه المناسب! الكل متفائل بهذا التعيين، والكل بارك هذا القرار، لأن ما لاقته تعز من نهب واستغلال وتهميش ولا مبالاة من قبل لا يمكن أن يتكرر على يدي هذا الرجل الذي نثق به جميعاً، وعلى الأقل هو ليس بحاجة لرفع أرصدته المالية أو محاباة قبيلته على حساب الآخرين من الناس، هو رجُل ذو توجه سياسي معتدل ولديه حس وطني فريد وروح تواقة لخدمة هذا البلد، باختصار أشعر أن هذا الرجل يحب وطنه حباً حقيقياً وهو خير من يؤتمن على تعز بلاد الثقافة والاعتدال التاريخي والجغرافي.
وعلى الأقل قد تصبح تعز على يديه نظيفة من الأوباش واللصوص والمرتزقة وخفافيش الليل ومن ابتلاهم خالقهم بمرض الحسد، الذين أعتقد أنهم حاولوا بالأمس اغتيال مهاتير تعز على خلفية سياسية قذرة لا مسؤولة ولا أخلاقية ولا تمت للدين بأي صلة.
يا مهايتر تعز يأمل يتوقع منك كل خير، وربما كنت أهلاً لتلك الثقة التي يمنحك إياها الجميع، وكلنا يعرف أن أكبر عقبة تواجه من هم مثلك تلك العقلية الهمجية الرجعية المنحطة التي يملكها البعض وهي فقط من سيعرقل توجهاتك للعمل والبناء.
أنت رجل الرياضة والشباب والفن والفلسفة والذوق وهذا ما يحتاجه وطن مثل اليمن، الأرض خصبة، والطقس ملائم، ما عليك إلا أن تبذر الحُب (بضم الحاء) وسنستسقي خلفك أمطار الرحمة والغفران والوفاء لهذا الوطن.
صفوف المثقفين والمبدعين والمخلصين من أبناء تعز كانوا بحاجة إلى أمثالك منذ زمن، لكنهم اليوم لم يعودوا بحاجة إلا لمساحة عمل وبناء وإبداع وإنجاز، فلربما استطعت أن تعيد لتعز ألقها المفقود، ولربما استطعت أن تعيد للناس الثقة بولي الأمر، ولربما منحت السياسة لوناً ونكهةً ومذاقاً مختلفاً لا يشبه طعماً اعتدناه منها لم نستطيع نتجرعه ولا نكاد نطيقه! ذلك الاعتدال والتفاني الذي يميز شخصيات بيت السعيد يجعلنا نضع فيهم الثقة لرئاسة الدولة وليس فقط لإدارة إحدى أهم محافظات الجمهورية.
يا مهاتير تعز، محافظة الشباب تبارك لك الثقة وتدعوك لإعادة إعمار تعز إنسانياً وثقافياً وتعليمياً ونحن على يقين أنك تستطيع بحسك الراقي قبل إمكانياتك المادية أن تفعل الكثير الكثير، فهنيئاً لك تعز وهنيئاً لتعز أنت.