إذا تفجرت حرب إيران والغرب ستكون اليمن هدفاً لكل الدول المتصارعة بحكم موقعها الاستراتيجي الهام، ويتساءل الكثيرون ممن هم قلقون على البلد :هل نحن مستعدون لهذه الحرب وتداعياتها التي ستلقي بظلالها القاتمة لو وقعت الآن لا قدر الله؟، والإجابة تبدو بكل وضوح: لا بالطبع .
قد يدور في خاطر البعض أنه لا شأن لنا ولا دخل لنا في هذه الحرب، لكني أقول لهم أنهم مخطئون للأسف، فالعالم اليوم صار قرية واحدة صغيرة، فكيف ونحن أبناء منطقة واحدة، وأقولها بلا أي مبالغة: إذا قامت هذه الحرب سنكون في وسط أتونها المشتعل للأسف، وليس هذا بإرادتنا ولكن لعوامل وظروف موجودة على الأرض وستفرض علينا أمور صعبة مادمنا بهذا الضعف والتمزق، ومادام أن هناك أكثر من رأس يتدخل في إدارة البلد والملاحة الدولية والعالمية، حيث أن أهم بترول العالم وبضائعه وأساطيله العسكرية والعتاد الحربي يمر من أمامنا.. والعامل الآخر الذي هو مهم جداً للدول الغربية ولإيران على السواء وهو مجاورتنا لدول الخليج والسعودية أهم منتجي ومصدري بترول العالم أو كوننا نحن وآبار النفط جيران وهذه ستكون مشكلة كبيرة لنا في نشوب الحرب العالمية الإيرانية لا قدر الله .
وهناك عامل آخر لا يقل أهمية بل وخطورة، لأنه يمثل شوكة في داخل الجسد اليمني إن وجهت هذه الشوكة لتميل لأحد أطراف هذه الحرب، وهي شوكة أو حركة الحوثيين وما يمكن اعتبارها ذراع إيران في اليمن، وقد كشفت أخبار كثيرة تؤكد ولاء هؤلاء لإيران وليس لليمن .
قد أكون مبالغة في هذا الوصف، لكن ما يفعله الحوثيون الآن ومنذ شهور بأبناء القبائل اليمنية والمحافظات المحيطة بهم وخروجهم عن الصف الاجتماعي اليمني سواء في الانتخابات أو ما قبلها أو ما بعدها، وأمور أخرى كثيرة كل هذا يؤكد ما أقول نوعاً ما، وما يتردد من أنباء عن نيتهم السيطرة على ميناء عدن، هذا إن ثبت فهو يؤكد ويرفع بدرجة كبيرة احتمالات وقوع الحرب بين إيران والدول الغربية، حيث تكون إيران بهذا عن طريق ذراعها في اليمن قد بدأت فعلا تعد لهذه الحرب وتستعد للسيطرة على الجزء المهم من عدن المتمثل في الميناء وخليج عدن في محاولة للتحكم بالخط الدولي والممر الملاحي الهام وشريان حركة النقل في هذا الجزء الهام من العالم، وسيترك أهالي عدن تحت خط النار، إذا سيطرت إيران على ميناء عدن سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ستكون عدن دخلت في الحرب رغماً عنها، ولن يسمح الحلفاء لإيران أن توجعهم أو تؤذيهم وسيردون بقصف المناطق التي يشتبه بوجود العناصر التي تعمل لصالح إيران سواء بالطيران أو من خلال أساطيل البحر .
والحوثيون إن عملوا لصالح إيران في هذه الحرب وتواجدوا بعدن سيكونون أجبروا قوات التحالف الغربية بسببهم، ومعروف كيف تتعامل الدول الغربية في حالة الحرب وكيف تقصف وتستهدف المدنيين بلا رحمة، وكيف أنهم عند مصالحهم لا يهمهم ولا يراعون أي شيء بخصوص الإنسانية والأخلاق،وحين يحاربون يمضون بلا أخلاق ولنا في أفغانستان والعراق العبرة الكاملة لنعرف كيف يتصرف هؤلاء القوم، وبالتالي المطلوب حماية اليمن قدر الإمكان من تداعيات هذه الحرب وهذا الصراع بمسؤولية ..ويجب أن يتوقف الحوثيون عند حدهم الآن وقبل فوات الأوان، عليهم أن يعلموا أن ليس من حقهم توريط الشعب اليمني بأي كارثة قادمة من مغامراتهم وعليهم أن يحترموا أنفسهم ويراعوا مصلحة اليمن وشعبه وليس إيران .
لا شأن لنا بهم جميعاً، نريد أن نبني بلدنا التي دمرها الطاغية وأبناؤه أكثر من 30 عاماً، ولن يحميا من التدخلات الخارجية لأطراف هذه الحرب غير جيش قوي موحد يخضع لقيادة واحدة محنكة ومخلصة مرتبطة بالشعب ارتباطاً متيناً وقوياً، وإذاً.. هل تعي قيادتنا الجديدة والكوادر الوطنية في البلد والشرفاء في القوى الوطنية وشباب الثورة هذا الظرف الحساس الذي نحن فيه ؟ هل نعي جميعاً أن لا وقت لمجاملة ومهادنة صالح وأبناءه؟ .
هل تعي الدول الراعية للمبادرة الخليجية أن الوقت نفذ في اليمن والحرب بين إيران والغرب على وشك في ظل ما يجري الآن في سوريا.. آن الأوان لإنقاذ اليمن في المبادرة لتوحيد الجيش وتطهيره من العائلة التي أنهكته وإحالته إلى حام لحماها وحدها فقط دون الأرض والإنسان .
الآن وليس غداً أن أوان لتوحيد الجيش.. دعوا علي صالح بضرب رأسه بألف جدار ، اليمن أهم، اليمن أعظم وبحاجة إلى جيش يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة المخاطر المتعددة التي تحيق بالوطن حاضره ومستقبله جيش يحمي البلد من التدخلات والمشاكل التي ستفرض علينا إن وقعت الحرب التي قرعت طبولها لا قدر الله.. اللهم أصلح لنا ولاة أمورنا، واحفظ اليمن والأمة من كل فتنة وشر.. "آمين " .
لينا صالح موسى
هيكلة الجيش أولاً 2490