اختطافات لشباب الثورة وللنشطاء السياسيين؛ بل ولأجانب ودبلوماسيين، اغتيالات لقيادات أمنية وسياسية، تقطعات هنا وهناك، اعتداءات متواصلة على خطوط الكهرباء والنفط وغيرها من المقدرات الوطنية الهامة، انتشار ملحوظ لحاملي الأسلحة في المدن والأماكن العامة، أبين في يد أنصار الشريعة وصعدة في يد أنصار الله وحجة مازالت تقاوم أمام معاول الخضوع للسيد, وغيرها من الاختلالات الأمنية الواضحة، والتي جعلت من الوطن ساحة أشبه بالفوضى التي تتنافى مع القيم اليمنية الأصيلة.
أياً كانت مبررات من يرتكب مثل هذه الجرائم أو أولئك الذين يدعمون مثل هذه الأعمال المخزية فإنهم لا يسيئون لشيء أكثر مما يسيئون لهذا الوطن الذي لم يعرفه العالم سابقاً إلا من خلال أخبار الإرهاب والفقر والجهل والمرض ثم هانحن نرى من يشوه ما تبقى من صورة لهذا الوطن الجميل، وكأننا في مجتمع لا تحكمه دولة ولا تضبطه قوانين، قد يعتقد هؤلاء أنهم ينكلون بشباب الثورة أو بأحزاب اللقاء المشترك وأنهم سيفشلون حكومة الوفاق ليبدو الحال أسوأ من ذي قبل وتصدق نبوءة سيدهم.
لن يتضرر أحد أكثر من هذا الوطن المثقل بالآلام ولن يسقط شيء آخر أكثر من مبادئهم وقيمهم وهذا أهم ما يملكه الإنسان في حياته، بغير ذلك يغدو بلا قيمة، وحش لا تعنيه معاناة ملايين البشر ولا تهمه ثوابت أو أصول فالأهم إشباع رغباته الخاصة في الانتقام واستعادة هيبته بانتصارات شيطانية عقيمة إلا من نزواته, في أنانية موغلة في الحقد والانحطاط الإنساني، لا نتمنى لأحد من أهل الحكمة والإيمان أن يغدو بهذه الصورة القاتمة التي تسيء لليمن وتمهد للتدخل الدولي الذي يفرط بالسيادة ويرهن مستقبلنا بيد الآخرين, فهل يعقل هؤلاء عظم الجريمة التي ترتكب في حق هذا الوطن والشعب؟ وهل يعودون إلى رشدهم؟ أم أنهم لا يعقلون؟!
تغريدة ..
إياك أن تقتل وطنك وأنت تعتقد أنك تقتل أعداءك
توفيق الخليدي
انفلات أمني محزن 1516