;
أحمد اليفاعي
أحمد اليفاعي

العلمانيون الجدد.. مراهقة أم استفزاز 1388

2012-03-24 15:20:54


من وجهة نظر الكثيرين فإن الطريق الأقصر لطلب الشهرة هو التسلق على أكتاف المشاهير وهذا ما يجيده العلمانيون الجدد،فمن خلال مقالة يكتبها أحدهم يتطاول فيها على شخص ناجح يكون قد استفز بها الكثيرين، فيلاقي بعض الردود على مقالته وحينها يظن أن ما يكتبه أصبح ذوا أهمية،وإذا لم يلقَ ردود فعل فإنه يضطر إلى التطاول على ما هو أهم،حتى وصل الحال ببعضهم إلى الافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الطعن في الصحاح أو التطاول على الذات الإلهية وكل ذلك بحثاً عن الشهرة.
وعلى الرغم من خيبة الأمل التي لحقت بالعلمانيين بعد ثورات الربيع العربي على الأقل في كل من تونس ومصر إلا أن العلمانيين ما زالوا يتبعون نفس أسلوبهم القديم والذي يصنعون فيه عقيدة أتباعهم بمناصبة العداء للإسلاميين وذلك لأنهم لا تجمعهم عقيدة أصلاً، وحسب ما يروي لنا التاريخ فإنه لم يصل علمانيو العرب يوماً ما إلى الحكم عن طريق انتخابات حرة أو أي شكل من أشكال الاختيار الديمقراطي إنما فقط عبر انقلابات عسكرية،وعلى مدى القرن تقريباً حكم فيه العلمانيون العرب معظم أقطار العالم العربي إلا أن تجربتهم كانت فاشلة بامتياز،فما إن وجدت الشعوب العربية متنفس الاختيار إلا ونبذتهم بكل قوة.
استطاع العلمانيون العرب على مدى الفترة الماضية السيطرة على ما يقارب 90% من وسائل الإعلام ومع ذلك فإنهم لم يستطيعوا إقناع الشعوب المسلمة بمنطقهم المنحرف،فمنذ أن بدأ الترويج لها في عالمنا العربي (أي العلمانية )، اللبناني "إلياس بقطور" في القرن التاسع عشر الميلادي إلا أن الشعوب العربية لم تستسيغها إلى اليوم لمعرفتها أن العلمانية تعني اللادينية وليست مشتقة من العلم.
لم يعي العلمانيون العرب أن الغرب ما أتجه إلى العلمانية إلا لأن دياناتهم لا شأن لها في تنظيم أمور الحياة وإذا ما جازفت في ذلك فإنها حتماً ستفشل لأنها أصلاً ديانات محرفة.
وبالرجوع إلى العبارات التي أطلقها الشاعر النصراني "دع ما لله لله, وما لقيصر لقيصر" أو مرادفتها التي صدّع رؤوسنا بها العلمانيون العرب "الدين لله والسياسة للجميع" ندرك أنها عندما تقال في الغرب فلا يجد قائلها أي حرج من ناحية عقيدته، أما نحن فليتهم (العلمانيين العرب) يتذكرون أنهم يخالفون قول الله تعالى "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" الأنعام 162.
عندما أحاور علمانياً على مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان يسارياً راديكالياً أو ليبرالياً حداثياً فثمة سمات مشتركة عند الكثيرين، فهم يدافعون عن العلمانية على حسب مفهومهم الخاص لها أو على قدر فهمهم منها وهي (خلع الحجاب وتحبيذ الاختلاط ومهاجمة تاريخ الأمة ودينها بدعوى الحداثة) وعلى هذا فإن العلمانية التي يحملها العلمانيون العرب مشتقة من الدعارة.
نستنتج أخيراً أن العلمانيين العرب لم يأخذوا العلمانية كما أوروبا فتعيش شعوبهم في النعيم ولا هم حافظوا على الدين فيكسبون الآخرة،وإنما فقط كما وصفهم أحد المفكرين الفرنسيين بقوله "لقد استطعنا أن نصنع ببغاوات في كل بلاد العرب،نطلق العبارة من هنا فيعود إلينا صداها من جهتهم وقد تكررت عدة مرات وإذا سكتنا سكتوا، حينها تأكدنا أننا قد نجحنا في صناعة عقول جوفاء لا تخرج أكثر مما ندخله إليها ".
فشكراً لكم أيها العلمانيون الجدد على تصويركم للعلمانية في أقبح صورة، ولن تخدعونا مجدداً فلم تعودوا تحملون فصاحة سعد زغلول ولا تنظير ميشيل عفلق ولا جاذبية عبد الناصر.
a7mac@windowslive.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد