;
علي محمود يامن
علي محمود يامن

شهداء الكرامة.. ومَن صناعة الملاحم الوطنية 2386

2012-03-22 17:12:15


بداية استسمحك أخي القارئ الكريم عذراً أن اهتزت بين يديك كلماتي وتلعثمت عند مسامعك عباراتي وفقدتُ ميزان الكتابة واختلطت عليا الحروف بالدموع، فيراعي الغض يلامس شفاف قلوب طرية تحمل قبسات من نور الشهداء ويكتب بقلب طفل ركيك وروح طائر غريد يحمل بين جناحيه نسمات صُبح ماطر، أضعف ما يكون وهو يسطر بأنامل حرة اليسير من إضاءات الملاحم البطولية الأسطورية لأنبل وأطهر وأكرم من أنجبت اليمن، شهداء الأمة الأبرار مصابيح مسيرة النضال المشع.. يرقص بين أصابعي قلم أعجز عن ضبط إيقاعاته وليس بمقدوري أن أتحكم بسيل جارف من المشاعر الفياضة ونهر رقراق من الأحاسيس العذبة، لا أستطيع أن أحبس نبع الدموع الجاري في المآقي، كيف لأي ضمير حر وقلم شريف أن يختلي بالذكرى الأولى لقناديل فجرنا الندي التي لم تنس حتى تذكر دون أن ترتعش الأيادي وتختلج القشعريرة كل خلاياء الجسد، فتقفز الدمعة الأسيرة من محابس العيون إلى فضاءات الحرية في ذكرى شهداء الكرامة وحداة مسيرة العزة؟.. فاتحة الثورة هم وعاصفة في وجه الاستبداد، لسنا أمام قصة نضالية للسرد ولا موقعة حربية للفخر ولا أسطورة تاريخية للتخليد، كلا ليست والله ملحمة فدائية وحسب، إنها أعظم من ذلك بكثير، أسمى من كل وصف وأجمل من كل ذكرى وأرقى من كل نشيد وأعذب من كل قصيد، كوكبة من نور، كتلة أريج عطر زكي، أرواح من نسائم الربيع الفواح بالحرية، تحمل نور القرآن السيار على ظهر الأرض وعزة المؤمنين التي لا تقهر وحملة بر لكل بني البشر، أجساد طاهرة تحمل أرواحاً قدسية حرة تتسلح بحب اليمن وعشق الموت في سبيل حرية وكرامة الوطن، تقهر ظلام الاستبداد ودخان الفساد البليد وتقتحم جدار الموت المتحرك بأمواج من الرصاص المصبوب وحمم اللهب المسكوب وجيشٍ من عبده الطغيان لتخرص ألسنة الموت وتكتب بالدم القاني ملحمة أسطورية من الفداء والتضحية وتفتح لعشاق الحرية أبواباً للمجد ونوافد لأشعة شمس التغيير المنشود، تفك قيد أسر الوطن، تدك عرش الطغيان المندثر ورغم أنف الزيف الصدي.
من ينسى نفوساً تقهر القهر وتهزم الموت وتهرع مسرعة صوب نيران الطغيان لتكبح جموح الشر وتوقف عجلة الموت المتسارعة برؤوس مرفوعة وشفاه باسمة وخطى ثابتة وبسالة ليس لها من نظير؟ أشبال ضياء تتسابق في ميدان الوغى دون دروع واقية أو أسلحة فتاكة بأجسادٍ طاهرة وحسب، لا غرو أن يزخر التاريخ بملاحم بطولية متعددة، لكنه لا يكد يوماً بملحمة بالغة الروعة ولوحة كاملة الإبداع وأسطورة حاضرة المشهد كتلك التي سطر سفرها المضيء قناديل صبح اليمن العريق، حفاظ كتاب الله العزيز في جمعة الكرامة ويوم ميلاد اليمن الجديد، هم من يدين لهم الوطن بفك أغلال قيود الطغيان وتبديد ظلام صناع الهوان وكسر حواجز الخوف والإبحار بالسفينة نحو شواطئ الحرية والكرامة وإقامة دولة الشعب..
هم من أزالوا عن كاهل هذا الشعب ركام عار السكوت عقوداً من الزمن لأسوأ حقبة تاريخية، هم من علموا العالم فن صناعة الحرية وإجادة إنتاج التضحية والفداء، رسموا معالم فنون صياغة التاريخ واتحاد الجغرافيا وانتصار المبادئ والقيم، هم من هزم سيف البغي وآلة فتك المسخ بدم الحرية وقيم الخير، هم من أخرس ألسنة الإفك ودعاة الزيف بفعل النبل الصامت الذي أسدل الستار عن آخر فصول الاستبداد القبيح والفساد العفن.. ماذا عسانا نقول؟ ضعفت والله في وصفهم قرائح الثوار وأقلام الأدباء وإبداعات الكتاب، لا نملك إلا أن نقبل أقدام أمهات أنجبتهم ونشد الخطى نحو تحقيق أهداف سامية أسكبوا من أجلها دمائهم الزكية وقدموا في سبيلها أرواحهم الطاهرة ونثروا في محرابها أجسادهم الكريمة..
سلام عليهم يوم ارتقوا سلم الشهادة إلى مقام كريم عند مليك مقتدر وسلام عليهم كلما ابتسم محبُ لليمن رأى سقي خير لثورة الشعب المباركة..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد