عدن تئن من الأوساخ والقاذورات التي تملأ الشوارع والمنعطفات وقارعة الطرقات وجهات عدة غير مهتمة بما آل إليه المآل من تكدس للنفايات وأكوام القمامة والمخلفات التي باتت تنذر بخطر محقق يهدد حياة المواطنين عموماً والساكنين المطلة منازلهم على تلك الأماكن شديد، التلوث خصوصاً، حيث أسراب الذبات التي تتناوب مع بعضها صباحاً ومساء هي في تكاثر مستمر وبشكل كبير وملحوظ وغير خاف على أحد ومع ذلك لا نجد جدية لا من المواطن الذي بدا وكأنه قد استسهل الأمر ولا من الجهات المعنية في المحافظة، ما يعني أن هذا الوضع سيستمر وإلى أجل غير معلوم، فالسلطة المحلية والمنظمات المدنية مكتفية بدور المتفرج الذي تؤكده الكثير من الشواهد في الخور والشيخ و... وغير مبالية أيضاً بمياه الصرف الصحي التي اختلطت بالمخلفات.. والمرتاد لسوق الذهب بالشيخ عثمان سيتأكد كم هو الوضع مزر ومقزز، فالروائح الكريهة المنبعثة تزكم الأنوف هنا وتعيق حركة المارة هناك.
مما لا شك فيه أنه تلوث بيئي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ومع ذلك لامبالاة وصندوق النظافة ماض في عناد مع عمال النظافة الذين وضعوا له العقد في المنشار عندما صدحت مطالبهم وبرزت بقوة لتفصح عن معاناة كتمت قسراً وحقوق سلبت قهراً وقضية طرحت علناً بعد أن همشت زمناً، إما لعجز مالي أو لفشل إداري أو لتهرب أو تقصير أو .....إلخ حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه من تجاهل وامتهان لحقوق ومطالب أولئك النفر.
ترى كم ستحتاج الجهات المعنية من الزمن حتى تدرك أهمية الوقوف على المشكلة الرئيسية والمطالب المشروعة لإيجاد المعالجات المناسبة والمنصفة وإعطاء كل ذي حق حقه؟ ولا أظن أن ذلك يحتاج إلى كل هذا التخاذل والتردد الذي انعكس سلباً على المظهر الحضاري وبشكل وكأنكم تنتظرون كاميرات الفضائيات المحلية والخارجية حتى تنقل الصورة على الهواء مباشرة للحديث عن مستوى الإنجاز والإعجاز، علهم يجدون في ذلك تجربة رائدة تستحق الوقوف عليها ونقلها لدول الجوار.
عفاف سالم
عدن تئن من تكدس النفايات 2054