رسالة هامة للرئيس الانتقالي الجديد عبدربه منصور هادي .. لقد بدأت بداية ويجب أن تستمر حتى النهاية، فأنت أمام لحظة لم تكرر تقدم وابدأ المشوار ولا تتوقف عند القرار اليتيم وهو تعيينك وحيد رشيد محافظاُ لمحافظة عدن .. أما قرار تغيير المنطقة فقد دفع ثمنه الآخرين في موقعة دوفس تلك المجزرة التي لم يكن لها مثيل واقشعرت لها الأبدان.. ولم تذرف لها الدموع..
عليك أن تشاور في الأمر من لدية هم وطن وليس التشاور ممن لديهم هم أولادهم وكروشهم والبحث عن الربح الخاص بهم ولا مع من يحملون عقولهم في أكفهم أم ممن إذا هزت الرياح أخذتهم.. ومن يريد أن يعلا أسمه ويخلد في التاريخ إلى جانب العظماء علية أولاً أن يتخلى عن النفس ويكسب الوطن والمواطن وعلية أن يكون قدوة فأنت أتيت إلى الحكم بفضل الله أولاً ثم بفضل تضحيات ونضالات شباب الثورة اليمنية ضمن ثورات الربيع العربي التي اجتاحت الوطن العربي وعليك أن تدرك أن الربيع العربي لا زال ماطراً وسحبه غائمة.. وعليك أن تتحرك وتثبت فعلاً أنك جزء من هذا الربيع ومن هذا التغيير قبل أن يشتد ذلك الربيع وتتدفق سيولة الجارفة نحوك وأعلم أنها لا تجد طريق غير الاتجاه نحوك.
يا سيادة الرئيس أنت من أبين فعليك أن تعوضها وترفع رأسها بعد أن تعرض حصانها لكوبة .. نعم يا سيادة المشير ابدأها ثورة وعليك أن تبدأها بأهلك وأقاربك وقد بدأت بنا ونوفقك الرأي وسكبت دماء أولادنا على الرغم من أننا جئنا بشرعية ولدينا التوجيهات الرسمية من الرئيس السابق ومنك أيها لريس الحالي والموافقة من القيادة السابقة لمحافظة عدن والحالية .. وبرغم وحشية الاعتداء وعدم قانونيته ولكننا نتقبلها إذا كانت بداية ونعتبرها قطرات دماء وبداية لبناء اليمن الجديد وإعادة كل الممتلكات التي اقتحمت أو ملكت.. فواصل المشوار واقتحم مبنى الزراعة ومرافقه الكبيرة ومساحاته الشاسعة والذي أقتحم في العام 1994م وتحول بعدها إلى ملكية خاصة لشقيقك اللواء ناصر منصور هادي.
يا سيادة المشير تبرع بكلية ناصر للمجتمع وأهدها لشباب التغيير الذين دفعوا بك إلى هذا الموقع حتى تجسد بالفعل وعلى أرضع الواقع انك باني اليمن الجديد وانك القدوة أمام الكل وأن تكون في قوة وعليك أن تعيد كل ما نهب في عدن أبتدئ من بعد حرب 94م ومن بعد ثورة الشباب والتي تملكها الكثير من القادة وتعيد مساكن قادة الجنوب ومنها مساكن الرئيس علي سالم البيض الذي بادر بتحقيق الوحدة ومبنى إذاعة عدن.. وعليك أن تتخذ القرار التاريخي بإسقاط الأحكام الجائرة التي صدرت بحق أسرة باشراحيل المناضلة أصحاب صحيفة الأيام، باعتبارها أحكاماً سياسية باطلة تندرج في ظل المكايدة السياسية وإطلاق سراح السجين العبادي وإسقاط الحكم عليه باعتباره حكماً باطلاً ولا أساس له وإعادة فتح الصحيفة وتعويضها عن ما لحق بها من ضرر، لأن غياب صحيفة الأيام غياب عدل ودفن عدن ولن تبدأ صفحات اليمن الجديد إلا من خلال صفحات صحيفة الأيام وقد أصبح الوطن بدونها ظلاماً وبعودتها تعود الأضواء الكاشفة لتتمكن من رؤية الوطن من خلال صفحاتها الناصة التي تمتد على مساحات الوطن بأكمله ولا تعرف التدليس والمجاملة والانتقاء وستكون بوصلتك الحقيقية التي تتمكن من خلالها أن تكشف الممارسات الخاطئة والإختلالات وبدون صحيفة الأيام تعتبر الصحافة في الوطن كالطعام الذي بدون ملح فهي ملح الصحافة وبرغم "الكم" في الصحف يظل "كيف" الأيام هو الأعلى في الطرح والتناول لأننا رأينا في الصحف الأخرى ركاكة في الكلمة وفاقدة الهدف مع الاحترام لتلك الصحف فهذه هي قدرتهم.
سيادة الرئيس أنت تمتلك شرعية شعب وتأييد المحيط الإقليمي والدولي .ماذا ينقصك للبدء في مثل هذه الخطوات التي تكون بداية لمرحلتك القادمة وما يجب أن تفعله وينتظره الآخرين منك من الواجب الاعتذار لأبناء الجنوب لمشركتك في حرب صيف 94م وكما على الإصلاح أن يعتذر وكذلك المؤتمر وكل الخيرين.. وبهذا تهيئون لمرحلة الحوار القادمة التي تتطلب إجراءات كثيرة وهذه بدايتها.
ومن أولويات المرحلة الحالية إقالة قيادة أبين والعمل الجاد لتحريرها وعودة أبناءها المشردين، فهذه خطوات سر نجاحك وعليك البحث عن الفريق الذي يكون عنوانه النجاح والابتعاد عن الفريق الحالي الذي عقليته لا تزال مرتبطة بعقلية العام 94م وعلية أن تزرع صورك في نفوس الآخرين وأن تضع صورك في القلوب لا في الشوارع بعد نجاح الحملة الانتخابية وإعادة أسعار المشتقات النفطية التي ارتفعت بدون وجه قانوني، فالوطن ينتظر منك المزيد والشعب بأكمله سيقف معك بالمرصاد.
أنت الآن أمام شاشة العالم.. قل باسم الله وامسك الريشة بشجاعة وارسم لوحة جديدة لليمن السعيد.. أمامك شهور ومن ثم أيام.. ومن ثم ساعات.. ومن ثم لحظات.. إما رسمت صورة جميلة وهذا ما نتمناه ونحت أسمك في الصخر ليظل شاهداً لك لا عليك.. وإما خرجت من المولد بلا حمص وكأنك يا بو زيد ما غزيت... وبقيت أيها الرئيس.. نائباً كما أتيت.
وختاماً نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
الوكيل المساعد لمحافظة الحديدة
حيدرة ناصر الجحماء
حتى لا تبقى أيها الرئيس.. نائباً 2314