إليك أيتها المتبتلة في محراب الحنان، إليك يا طاهرة اليدين، يا صاحبة الفضل بعد الله في بقائي قائماً على أرصفة الحياة بكل قوة.. ها هو عيدك يعود كما يفعل كل عام حين يُزهر في قلوبنا بعد شتاءٍ قارس، ها هي ذكراك تعود كما تعود أسراب الفراشات المهاجرة عبر بقاع الأرض بعد صيفٍ خالٍ من زخات المطر.
إليكِ أيتها الحرة التي سقتنا الفضيلة وأطعمتنا ثمار الحكمة وزينت أعناقنا بحُلية السمو وألبستنا سرابيل الحشمة والطهارة.
من سواك يصنع خبز الحياة ويبدع في تقديم حلواها؟ من سواكِ يعصر من أعين الأيام شراباً حتى لا ننام عطشى تشتهي أفئدتنا قطرة سكينة واحدة؟! من سواك يثير غبار الأمن حول قلوبنا حين تشتد البلايا؟!
إليكِ يا زهرة البساتين يا من حملتينا على كتفيك سنيناً وأثقلت كاهلك بأمنياتنا ليالٍ طوال، يا من حزنتي حين كانت أعيننا تفيضُ من الدمع وفرحتي حين كانت الحياة هنا تسرق البسمة من شفاهنا، يا من تنام الليل وأصابعها مسرجة بهاء وضاء وتصحو النهار وعيناها شمعة عطاء.
إليكِ يا سيدة الناس يا أمي أهدي أعطر أوراق الورد محفوفةً بندى التقدير والإجلال والقُربى منمقة بزخارف الإحساس والبر الذي لا يعدل بعض إحسانك ولا يساوي شيئاً من برك.
إليكِ أبث أسمى آيات العرفان وأرقى معاني الشكر وأعلى درجات الحب مكللة بأبهى صور العرفان.
يا سيدتي، ها هو عيدك يصحو من غفوة الأيام مترنماً باسمك فهلا تنشد الساعات لحنك؟ هلا ترتدي الأشياء لونك؟.
يا من بعتي عمرك لتشتري لنا عمراً، هلا نحتت الرياح على وجه السحاب اسمك؟!!
يا من سرتي في أولى الصفوف تبحثين لنا عن وطنٍ آخر، يا من ثُرتي لنبقى وهتفتي لنعيش.. إليكِ يا أمي يالون الأرض ونكهة العرض وشكل تراتيل السماء.. يا من ستبقين عظيمة يا أم العظماء يا أمنا الكبيرة.. يا أمنا اليمن..
ألطاف الأهدل
في عيد أمنا اليمن 1839