لم أكن انوي الكتابة عن هذا الموضوع لأني كتبت كثيراً وأشعر أن لا أحد يبالي بالأمر، لكن أسائني سكوت فئات المجتمع المختلفة عنه وبالذات المثقفين والمسؤولين عن الأمر.. إنها تعز تئن تحت وطأة أكوام القمامة التي انتشرت وتكدست وأصبحت جبالاً في كل حي بل في كل شبر ولا حياة لمن تنادي وكأن الأمر لا يعني أحد، كل يوم مظاهرات ومسيرات بمطالب مختلفة ولم نسمع عن مسيره تطالب برفع هذا البلاء عنا وعن مدينة تسمى الحالمة.. أي حياة وأي تغيير إن لم يبدأ من أبسط الأمور في حياتنا وهي على بساطتها أهم في نظري من أي شيء آخر؟ لم نعد نريد كهرباء ولا ماء وحتى الطعام يكفينا القليل فقط أزيحوا عنا هذه المناظر التي لا تسر عدواً ولا حبيباً ولو بمبادرات فردية، ليس الأمر مستحيلاً، الناس فقط يحتاجون من يقودهم ويوعيهم.
فأين المثقفون ورجال الدين ورجال الأعمال؟ لما لا يكونون قدوة للناس ويخرجون لعمل أي شيء ولو حتى لينظف كل أمام بيته؟ ليس عيب أبداً إنما العيب والمخزي والمؤلم هو ما نحن فيه، هل أصبحت القذارة أمراً عادياً في حياتنا حتى لم نعد نرى إنساناً يستنكر أو حتى يتأفف وهو يمر كل يوم من أمام تلك القذارات؟ والطامة أن الناس يحاولون التخلص منها بالحرق وهي مصيبة أكبر لما لتلك الروائح من أضرار ومشاكل صحية كثيرة وكبيرة.
هو نداء استغاثة من مدينتنا الغالية التي شوهنا جمالها ولطخنا معالمها وحولناها إلى ما يشبه مقلب قمامة ونحن من نطالب بالتغيير ونسينا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، نداء استغاثة للشباب في الساحات ولرجال الأعمال ولخطباء المساجد وكل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان وفي ضميره شيء من الحياء والخوف.. تعز تستغيث فمن يلبي؟.
بدأت ومعي بعض الأخوات بطباعة منشورات وملصقات وزعناها على بعض الأحياء ورسائل لخطباء المساجد، هو شيء بسيط ويسير لكنه كل ما نستطيع فعله.
فعذراً مدينتي الغالية، يبدو أنك ستظلين تحلمين طويلاً حتى يأتي من يجعل من أحلامك البسيطة أمنيات تتحقق.
جواهر الظاهري
تعز تستغيث 1677