قبل أيام أصدر العشرات من علماء اليمن بياناً أدانوا فيه ما يرتكبه نظام بشار الأسد في سوريا بحق الشعب السوري مِن مجازر وسَفْكٍ لِدمائِهم و دماءِ شيوخهم ونسائهم وأطفالهم ، واعتقالات يُسامُون فيها سوءَ العذاب ، وهَدْم لِمُدُنُهم و قُراهم و مساجدهم و بيوتِهم على رؤوس أهلها ، و اقْتَحَامٍ لأحيائِهم و انْتِهَاكٍ لِحُرُماتِهم وهذا كله منذ نحْو عام ٍكامل ودعا العلماء إلى الوقوف مع الشعب السوري بالمال والسلاح والرجال وسائر أنواع الدعم معتبرين هذا التحرك من القادرين من المسلمين في عموم العالم فريضةُ الوقت وواجبُ الساعة ..
طبعاً بيان العلماء قد سبقه بيانات وتصريحات تستنكر ما يحدث في أرض الشام من قبل نظام موغل في الإجرام والحقد على شعبه وتدعو للوقوف والتضامن مع الشعب السوري، لكنها لم تكن تصل للفتوى بوجوب للدعوة لدعم الشعب السوري بالمال والسلاح والرجال ..
بعد أن أنقرض جناح العراق بمقتل صدام وتحول المناضل السابق قاسم سلام للنضال بجوار خزينة صالح معتبراً إياه أسطورة القرن وابن الوطن البار بأصحابه من أمثال قاسم سلام، كنت أعتقد أن حزب البعث جناح سوريا قد انقرض بالفعل خاصة وأنه فشل في إصدار صحيفة " الجماهير " التابعة له أو حتى إيجاد مقر أو حق علاج للدكتور/ عبد الوهاب محمود ولكن الحزب الميت سريريا منذ زمن بعيد فاق للحياة ليصدر بيان يدين فتوى علماء اليمن بخصوص دعم الشعب السوري ويبدو أن هذا البيان هو زفرة البعث الأخيرة فغداً سيسقط الطاغية في الشام وسيبحث الخبرة عن ممول جديد وتوجه جديد ..
لقد حمل بيان حزب البعث تناقضاً غريباً وتخبطاً عجيباً، فلو كان في بقايا هذا الحزب خير لأدانوا ما يرتكبه هذا الجزار السادي من مجازر بحق شعبه ولأظهروا نوع من التحرر في قرارات الحزب الذي ينتقد قيادته ولكن يبدوا أن اتصال الخبرة وتوبيخهم بل وتعييرهم بـ ( المصاري اللي ننطيكن ) نجح في إصدار بيان التهديد الذي تجاهل علماء اليمن وركز على الشيخ عبد المجيد الزنداني وهدد بفتح ملفاته..!!
وملفات الشيخ من وجهة نظرهم هي الآتي :
1- أمريكا تتهمه بالإرهاب ..!!
طبعاً لو كان في إنصاف لاعتبروا اتهام أمريكا للشيخ الزنداني بالإرهاب وساماً في صدره متى رضيت أمريكا عن عالم من علماء المسلمين من العاملين للإسلام والله سبحانه وتعالى يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير)
ثم إن أمريكا لم تستطع أن تجد دليلاً واحداً ضد الشيخ الزنداني وقد تحداهم مراراً وتكراراً والدليل الذي قالوا إنه تهمة بحقه هو أنه يستخدم جوازي سفر أحدهم باسم الشيخ عبد المجيد الزنداني والآخر عبد المجيد الزنداني ...أليس هذا الكلام بحد ذاته نكتة يضحك منه الصغار قبل الكبار ؟!!
2- الجهاد في أفغانستان ..
طبعاً للعلم والإحاطة وللمرة السبعين بعد الألف الشيخ جاهد في أفغانستان عندما احتلها الإتحاد السوفيتي وعندما تحررت من الاحتلال السوفيتي وبدأت المشاكل والخلافات تدب بين قادة المجاهدين حاول الشيخ الإصلاح والتوفيق بينهم ما استطاع وعندما فشل في هذا الأمر وبدأت الخلافات بين المجاهدين تتطور لمواجهات عسكرية عاد من أفغانستان ..أسألكم بالله هل في هذا تهمة ضده ؟!!.
لو أنه حارب في فيتنام ضد الاحتلال الأمريكي لاعتبره البعض رمزاً من رموز النضال الإنساني ولكن ماذا يفعل من جاهد في أفغانستان بنية صافية ثم استفادت أمريكا من سقوط الاتحاد السوفيتي الذي كان يسير للانهيار بسبب سياسة قادته الخاطئة ؟!! أليس لكل نيته ؟!! إلا إذا كان البعض قد اطلع على الغيب وشق صدر الشيخ وعلم بما في نيته هو ومن جاهد في أفغانستان فهذا أمر آخر ..!!!
لقد فضحت الثورة السورية حزب حسن الإيراني في لبنان وإيران وإسرائيل الذي تمد الجزار المجرم بشار الأسد بكل أنواع الدّعم الماديّ والمعنويّ والسياسيّ و الإعلاميّ .. وبقيَّة الدول الكبرى تدعمه بالتَسَيُّسِ وتُراوِغ للمحافظة على النظام أو شيء منه، لأنه أفضل لدولة اليهود .. كما صرَّح بذلك رئيس الوزراء اليهودي .
أسألكم بالله هل في دعم الشعب السوري المقتولين والمحاصرين والمهجرين دعم للتخريب والفوضى كما قال حزب البعث؟! أليس هذا هو منطق الصهاينة وإيران وحزب حسن الإيراني في لبنان ؟!!.
نعم لقد تشابهت أقولهم وتوحدت جهودهم والخلاصة : الخبرة يشتغلوا كغرفة عمليات موحدة .
نعم لقد صدق علماء اليمن الذين نشكرهم على تفاعلهم مع قضايا بلدهم وقضايا العالم الإسلامي ودعوتهم للدول المُجاورة لِسورية بأن تفْتَح حدودها لِلاّجئين لِإيوائِهم وإيواء المجاهدين و كَفَالتهم ، مع إِعْداد واسْتقبال المَعونات المذكورة ، والدَّفْع بالرِّجال وبالمعونات القادمة منها ، و مِن سائر دُول و شعوب المسلمين إلى داخِل سورية , و دعم الجيش السوري الحر بكل أنواع الدعم دعوة صادقة منطلقة من الإحساس بمعاناة إخواننا في أرض الشام حفظهم الله وحقن دمائهم وصان أعراضهم..
وفي الختام نؤكد على ضرورة إتباع العلماء وعدم الالتفات لهذه الأراجيف التي تصدر من قبل أعوان الظلمة وأنصار الطغاة، فدعم إخواننا في سوريا والوقوف معهم بالمال والسلاح والرجال وسائر أنواع الدعم كما قال علماء اليمن فريضةُ الوقت وواجبُ الساعة ، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، و مَن فَرّج عن مسلم كُرْبة من كُرَب الدنيا فَرّج اللهُ عنْه كُرْبَةً من كُرَب يوم القيامة ، والله يقول : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) التوبة.. و يقول سبحانه : ( إنما المؤمنون إخوة) الحجرات، و يقول جلّ شأنه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) محمد .
وفي الختام نعوذ بالله من أن نخْذُل إخواننا فيخذُلنا الله ، ونناشد كافة علماء المسلمين تأييد هذه الفتوى ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ..ولا نامت أعين الجبناء..
محمد مصطفى العمراني
عن الشيخ الزنداني وأراجيف حزب البعث 2782