كثيرون منا لا يستطيعون التخلص من حالة الطوارئ التي يفرضونها حولهم ضاهم أو رغماً عنهم وهي ناتجة عن عدم القدرة من قبل البعض على السيطرة التامة على جداولهم الزمنية التي من المفترض أن توافق عدد وحجم وأهمية المهام التي نؤديها خلال اليوم والليلة والتي تساهم - أي الجداول الزمنية - بتنظيم أوقاتنا وترك مساحة زمنية معقولة للجلوس في خلوات مع الخالق أو الخروج للتنزه أو زيارة الأصدقاء أو ممارسة هواية معينة لم نقم بممارستها منذ فترة طويلة.
وأعتقد أن البعض سيعترض بشدة عن الحديث عن حالة الطوارئ تلك ليقول بحالة الطوارئ العامة والمفروضة علينا في الوطن ككل ولكني أجزم أن التاريخ سيقرؤه آخرون غيرنا نحن ولهذا يجب أن ندير ظهورنا للأحزان وأن نشتغل بالعمل مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" صدق رسول الله.. فلماذا إذاً هذا اليأس الذي يعلو الوجوه؟! وإن كنت أستطيع القول أن هذا الحزن هو بسبب انعدام الثقة بين الشعب والحكومة إلى أقصى درجة خاصة بعد أن استبيحت الأعراض وأصبح الرُضع أهدافاً للرصاص وكان لهم تاريخ جاسوسي أسود قد يكون السبب الوحيد الذي سيسقط النظام دون قيد أو شرط.. من الضروري جداً أن تظل الحركة الديناميكية اليومية للناس قائمة وبقوة، لأن التثاقل إلى الأرض ركون إلى اليأس وقنوط من رحمة الله وإعطاء الشيطان فرصة للسيطرة على عقل الإنسان وإعمال الرغبة في الانتقام وفتح أبواب البطش وعندها لن نجد من يجلس على مقعده ليؤدي عمله، لأن عدوى البحث عن ضحية سيصيب الجميع!.. إبحثوا عن طريقة منظمة ومنسقة لوضع جداول زمنية تحاكي أوقاتكم ومهامكم وما أنتم بحاجة إليه من لمسات إنسانية تعيد إليكم توازنكم وإحساسكم بالحياة من حولكم ولكن من الضروري جداً إعطاء مساحة للأولويات التي يتوقف عليها مستوى معيشتكم ونسبة المصداقية في أعمالكم وواجباتكم نحو الآخرين، ومن المفترض أيضاً أن تراعي تلك الجداول طباعكم وأمزجتكم وسلوكياتكم التي خلقتم بها أو أكتسبتموها اجتماعياً، فمثلاً عند وضع جدول زمني لتنظيم أعمالكم لا يجب على شخص عصبي أن يفرض حوله حصاراً زمنياً جديداً على وقته، حيث سيكون مضطراً لإجراء تعديلات ضرورية أو إعادة هيكلة العمل المطلوب منه وهذا بالطبع سيضغط على واجبات أخرى هي بحاجة إلى وقت كافٍ لانجازها، أو قد يكون العمل بحاجة إلى هدوء شديد لضمان نجاحه وتقديمه بشكل لائق لجهة ما ومع هذا نختار بنية مكتظة بالفوضى لا تتوفر فيها الشروط الملائمة لإنجاز ذلك العمل.. تنظيم الوقت يسهل علينا كثيراً القيام بواجباتنا كاملة سواءً تلك التي نعتاش منها أو الأخرى التي تغذي أرواحنا (العبادات) أو تلك التي تبقينا على تواصل بالآخرين اجتماعياً وحتى سياسياً، إذ من الضروري أن يكون المرء فعالاً في علاقاته الاجتماعية، لأن شبكة العلاقات تلك هي من تبني أساسه السلطوي داخل مجتمعه، لأن كل لكل منا سلطته في محيطه الاجتماعي وليس من الضروري أن تكون تلك السلطة هي العصا التي نلوح بها في وجوه الآخرين، بل إنه يجب أن لا نفهم أن السلطة لا بد أن تعني السيطرة والبطش وبالمناسبة حالة الطوارئ تلك تنتج عن تراكم الواجبات الوظيفية والاجتماعية والدينية وربما الزوجية والأبوية أيضاً على بعضها البعض لتصبح كومة من النزاعات والاختناقات والمشاكل التي تعرقل سير الحياة الطبيعي والهادئ لدى الناس والنظام والدقة هما الشيئان الوحيدان الكفيلان بإصلاح الخلل.
لتحصل على 80% نتيجة مع بذل 20% جُهد وليس العكس يجب أن تتخلص من حالة الطوارئ في حياتك.
ألطاف الأهدل
تخلص من حالة الطورئ في حياتك 2052