أود أن أقول لك صراحة : لست بحاجة إلى شاعر كمحمد أحمد منصور، الذي أهلك في الجعاشن الحرث والنسل, ولست بحاجة إلى "دجال" آخر يكتب لك خطاباتك، ولست محتاجاً مطلقاً لشخص شاطر مستنسخ، يسخر إمكانيات وقدرات البلاد لترسيخ فكرة "القائد الصنم", باذلاً الجهد والمال والوقت لتحسين مظهرك الخارجي بالملابس والصور والحركات, موفراً ما يرضي المزاج وتشتهيه النفس "الأمارة بالسوء"..
لست مضطرا لمحاباة طرف, ومراضاة مركز قوى على حساب قيم الزعامة ومروءة القائد والتزاماته الأخلاقية والوظيفية تجاه وطن بأكمله أرضاً وإنساناً، هو اليوم يتطلع إليك آملاً إنقاذه من كل ما ينغص عليه حياته ويفزع مستقبله..
فخامة الرئيس: كنت المرشح التوافقي لأطراف المعادلة السياسية، مسنوداً برعاة المبادرة الخليجية، عربياً ودولياً وأممياً.. ولكنك بعد 21 فبراير، وما حصدته من أصوات قاربت الملايين السبعة، أصبحت مرشح الشعب اليمني، فأصبح وحده من يملك عليك الجميل والفضل والاستحقاقات.. ووحدك ستكون مساءلاً أمامه..
نعلم بأن هذا الكرسي بتركته المثخنة بالفساد، جاءك دون سعي منك وذلك قدرك، وعليك أنت أن تعلم حد الإيمان بأنك رئيس لكل اليمن واليمنيين باختيارهم، فتمثل هذا الخيار ولا تقترف موجبات الانهيار.. فالثورة لم تبدأ بعد..
فخامة الرئيس: نريدك كما أنت بوجهك البريء، ومخارج أحرف كلماتك المميزة، لأنك تتحدث الآن بلسان وطن بأكمله، ووجهك انعكاس لوجه مواطنه البسيط، هندامك محبة شعب تدافع بشبابه ومسنيه ونساءه ليمنحوك حصانة الحكم ومشروعية تمثيله والتحدث باسمه.. منتصرين لك فانتصر لشعب أثقلت عصابات الفساد والنهب كاهله، وسرق الأوغاد وسماسرة السياسة ابتسامته الحالمة بغد أفضل ومستقبل آمن..
فخامة الرئيس : يؤكد التاريخ – وغدا سيتحدث بإنصاف، لأنه الشاهد الوحيد الذي لا يمكن مطلقاً أن يؤجر ذمته، أو يبيع ضميره لأحد أن آفة الحاكم بطانة غير صالحة تحيط به إحاطة السوار بالمعصم، فتكذبه النصح وتزيف له الحقائق، وتزين له المظالم والسقطات.. لذلك :
أناشدك الله أن لا تصغي لدسائسهم وخُدعهم.. أقرأ بعينيك.. لا بعيونهم، وأغلق بابك في وجوه الوشاة.. المتزلفين، فالمنافقون كثر.. وليس كل المحيطين بك يحبونك.. هم أول المنتفعين المتمصلحين، وأول من يصفق لك نفاقاً وخداعاً.. وهم أول من ينقلب عليك إن تبدلت الأيام، وتكالبت نوائب الدهر وصروف السياسة.
خذ العبرة من مواعظ الأمس، وشخوص الماضي القريب، وإن فعلت لوجدت أن من كان أول المتسابقين لحمل أحذية من "سبق.. كان أول المنقلبين عليه الشامتون به، الشاتمون وبأقذع الألفاظ في حقه بعد انقلاب الحال وزوال المصالح، وكذلك حقيقة (المطبلين) وحالهم في كل مكان وزمان"!!.
أناشدك الله وباسم المسئولية والإنسانية أن تكون للجميع وليس للخاصة، لأنهم سيسعون لخصخصتك!!.
أناشدك الله وباسم ثورة الربيع العربي, وانتخابات 21 فبراير 2012.. أناشدك باسم كل الأشياء التي تظن وتعتقد أنها جديرة بذلك، أن تفتح نوافذ قلبك وعقلك وضميرك لآهات الناس على مختلف شرائحهم الاجتماعية وتوجهاتهم السياسية والفكرية، دون تمييز مناطقي أو استثناء فئوي.. أو تصنيف سياسي.
هو الشعب – ياسيدي- حبه وحده الباقي.. ووفاؤه، إن وجد الإخلاص لا يتغير.. الشعب بمختلف توجهاته وفئاته: الذخيرة عند الشدائد، وفي الملمات والمحن.. "سلاحك الذي لن يسقط من يدك أبداً، ولن تتلقفه يد أخرى عليك.. وهو السهم الذي لن يرتد إلى صدرك"..
ختاماً: كأني بالشعب اليمني يخاطبك في هذه اللحظة قائلاً:
- يا أيها الرئيس القائد ندرك بأنك أنت الآن من يحكم اليمن على رؤوس الثعابين.. لكننا لسنا قلقين، وعليك أن تشعر بالمثل.. لأننا سلاحك الذي به تواجه وتخوض ملحمة بناء اليمن وإعادة الاعتبار لليمني..
- شعب اليمن هو الضمان والحماية، وما دمت ستجعله حاضراً في ضميرك، وضميرك منتبهاً لواجباتك ومسئولياتك تجاه اليمن وكل مواطنيه، لن تجد خذلاناً ولا انكساراً وذلة..
- مجددين مقولة فقيد الوطن الرمز محمد الربادي : جبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها، ويقول: اتقوا الشح فإنه أهلك من كان قبلكم، وحملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم.. لو تعثرت بغلة في ساحل الفرات لكان ابن الخطاب مسئولاً عنها".
- وقديماً قيل: "حق على من ملكه الله بلاده وحكمه في عباده، أن يكون لنفسه مالكاً، وللهوى تاركاً وللغيظ كاظماً، وللظلم هاضماً، وللعدل في حالتي الرضا والغضب مظهراً، وللحق في السر والعلانية مؤثراً وإنما هي كلمة حق لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم - يا فخامة الرئيس - إن لم تسمعوها.. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.
*الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
محمد صادق العديني
ببساطة أقول: إلى الرئيس هادي 2052