برغم تحفظي الشخصي على مسألة "المرشح التوافقي الوحيد", في انتخابات الفائز فيها محدد سلفاً، إلا أني تحمست للمشاركة فيها لعدة اعتبارات، وكذلك كان زملائي - في المكتب التنفيذي للمنظمة التي أشرف على رئاستها – يقاسموني ذات القناعة، فكان أن توجهت المنظمة قبيل انتخابات 21 فبراير, بأيام، ببيان دعت فيه " الأسرة الصحافية والإعلامية ونشطاء وهيئات المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان في اليمن إلى التفاعل المسئول مع تلك الانتخابات لما تمثله هذه الخطوة من استفتاء شعبي عام يعلن من خلاله اليمنيون انتهاء عهد ومرحلة ورئاسة "المرفوض شعبيا" علي عبدالله صالح، الذي مثلت عقود وسنوات حكمه البالغة 33 خريفاً أسوأ عصور الفساد السياسي والمالي والقيمي، جعلت من اليمن بلداً للخراب وتنمية مراكز القوى ونهب المقدرات والثروات وتفشي الرشوة والمحسوبية وسحق المواطنة وإجهاض مؤسسات الدولة, فازدادت نسبة البطالة وانتشرت الأمراض وتوسعت رقعتا الأمية والفقر لتتجاوز ثلثي عدد السكان " ..
وأعلن مركز الحريات الصحافية CTPJF " دعمه ومساندته للانتخابات الرئاسية المبكرة وترشيح المرشح التوافقي السيد عبدربه منصور هادي .. كخطوة عملية في طريق الخلاص الرسمي من عهد اللادولة, وخطوة أولى في مسيرة إعادة الاعتبار لليمن أرضاً وأنساناً وقيماً وأخلاقاً وثورة وتضحية ..
مشيراً إلى أهمية أن يواصل الصحافيون والإعلاميون دورهم المشرف الذي بدأوه مع الساعات الأولى لثورة الربيع العربي في اليمن دعما لخيارات وحق الشعب في وطن وحياة أفضل ..
أن انتخاب أسم وشخص غير الذي حول اليمن إلى مزرعة خاصة بنزواته وفساد وعبث أقربائه وأنسابه وشلة المنتفعين, هو بحد ذاته حدث احتجاجي بالغ الأثر والتأثير ..
إننا ندرك, وكذلك أصبح العالم, بأن اليمن وطناً وشعباً يستحق حياة أفضل، واستحقاقات ديمقراطية حقيقية وقيادة وطنية محترمة وكفؤة تمثل الإرادة الشعبية الجامعة والطامحة إلى وطن خال من الفساد والشللية، وفيه تتوفر المشاركة السياسية النزيهة، أساسها المواطنة العادلة والكرامة المصانة والإنسانية المحترمة، وإطارها دولة مؤسسات يسودها النظام والقانون، ويحقق فيها المواطن اليمني ذاته وكفاءته ..
لذلك فأننا سنعتبر أن فترة السنتين الانتقاليتين هي البوابة التي سيدخل من خلالها اليمن عصر الدولة الديمقراطية الحديثة، عصر المشاركة والتعددية السياسية الحقيقة والجادة .. عصر حرية الصحافة والتعبير وحق الحصول على المعلومات ونشرها .. عصر احترام حقوق الإنسان والحريات العامة ..
لقد كان لزاماً على الجميع العمل بمسؤولية من أجل إنجاح المشاركة في الحدث الاستفتائي الهام "انتخابات 21 فبراير".. وهو ما كان ولله الحمد ..
ومن أجل ذلك "CTPJF" يعمل حالياً على تشكيل هيئة رقابة شعبية وصحافية في مختلف مدن اليمن، مسئوليتها مراقبة أداء حكومة الوفاق، وكذا الرئيس التوافقي، خلال السنتين المقبلتين وقياس مدى الالتزام بضمانات والتزامات وتعهدات الانتقال السياسي للدولة اليمنية الديمقراطية المدنية ..
وسنعمل من أجل تأهيل فريق من المحترفين يعملون على إعداد ونشر بيانات وتقارير تكشف بحيادية واستقلالية مجريات ما يحدث من خلال تغطية إعلامية لأداء الحكومة والرئاسة اليمنية الانتقالية وبناء أو إعادة بناء المؤسسات الوطنية والمحلية، بما في ذلك أجهزة إنفاذ القانون والقضاء والعملية السياسية بشكل عام, وكيفية عملها في ظل نظام ديمقراطي حقيقي ..
إضافة استثنائية (رسالة من مواطن).
وصلتني هذه الرسالة من المواطن اليمني صادق الوهيبي، وهي رسالة غلب على صياغة كلماتها وأحرفها اللهجة المحلية الدارجة، مطعمة بجمل أربع مترجمة للانجليزية منها ما هي شعارات رائجة في ثورة الربيع العربي في اليمن .. - يقول المواطن :
ما نش غبي .. ولا أنا مغفل .. ولا عمري ركنت على "علي" أو عبده ربه / لكن من أجل باكر يكون لأولادنا يوماً أفضل، شاقول لأبن هادي Okay وأزيد Yes يعني NO لعهد "عفاش" ومقلع .. خلاص Leave أرررررحل ! ..
وباآآآآكر ماهوش بعيد / ولا عادنا للفساد عبده، أو خائف "مفتجع" يصرخ ويسأل ..
وإن جاء عبده بليل أظلم، وكان "أضرط من أخوه " وأنتن !!
مانش مراعي لمبادرة, ولا لمجلس الأمن !!
والله، ثم والله : لأواصل الثورة, وأعلنها في البحر والبر ..
وأصرخ في وجه كل طاغي, بلطجي, وسارق: إررررررررررحل
ماعادنش عبد للفساد, ولا عدت شيطان أبكم، ولا عاد ترضيني عيشة الغم والهم .
والشارع أللي كان أمس واليوم وباكر .. خيمتي ومسكن ..
شاكون فيه .. ثائر مجاهد معارض وأعظم
------------------------------------
*الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
محمد صادق العديني
ببساطة أقول : الرئيس هادي 1844