لا أحبذ تمجيد الأشخاص ولن أكون أداة لصنع طاغية، فقد علمتنا الأيام أن من أهم ما غيب الأمة عن ساحة المجد والعزة أننا أظهرنا الفرد لصورة مفرطة والذي بدوره غيبنا كشعب وأصبح هو الوطن والتاريخ ونحن أيضاً، إنما هناك ما يثير دهشتنا في بعض الأشخاص في وضع قل أن تجد فيها أمناء على هذه الأمة وإن كان لي من كلمة فإنما هي إشادة بدور ورسالة شكر وحتى لا يقال أن وراء هذا مصلحة فشخصيتنا إنسان بسيط في حياته فلا هو مسئول حكومي ولا هو صاحب أموال؛ لكنه صاحب قلب كبير بحجم الوطن.
نعم إنني أتحدث هنا عن الدكتور عبدالله الذيفاني ليس الشخص –لأني لا أعرفه شخصياً- ولكن الفكر والرؤية, ذلكم الرجل الذي لم أكن أعرفه سابقاً لكنه لفت انتباهي من أول أيام الثورة في ساحة الحرية بتعز حين رأيته بين مجموعة من الشباب وكأنه الأب الذي يحاول احتضان حماستهم بحكمته, شدني بوقاره وقرأت في عينيه نوع من الشتات وهو يرى الشباب يشتعلون ثورة وكأن لسان حاله –حينها- يقول هذا الأمل الذي ينبغي أن يستثمر بطريقة منظمة لصنع تاريخ اليمن، نعم هكذا قرأت في ملامحه الأبوية، وبعد متابعة عرفت أن هذا الأب هو الدكتور الجامعي عبدالله الذيفاني، وعند زيارتي لجامعة تعز قبل أشهر لمقابلة أستاذي الدكتور عبدالملك المعمري وكان الأستاذ المشرف على بحث التخرج الذي أعددته من أجل الحصول على درجة البكالوريوس من جامعة العلوم والتكنولوجيا في إدارة الأعمال، حينها رأيت الدكتور الذيفاني وشعرت بسعادة غامرة وأنا أصافحه كأب أحببت فيه المعالي، مدركاً أن مثل هؤلاء هم من ساهم في صياغة تلك الروح الأبية التي سكنت وجدان شباب تعز.
مؤخراً استمعت إلى كلمته في مهرجان مؤتمر الحوار الوطني لمرشح الرئاسة التوافقي, أحسست حينها وكأنني أستمع إلى صوت الوطن فقد كانت كلمة مسئولة صيغت بروح وطنية عابقة بالسمو ينبغي للجميع أن يصغي إليها جيداً, فهي معالم على درب اليمن الجديد لو وعاها كل ذي عقل رشيد, وحملت رسائل مهمة لا يتسع المقام لتناولها هنا لكن بالإمكان الحصول عليها من عدة مواقع أهمها الموقع المميز (الصفحة الرسمية لساحة الحرية بتعز)، من هنا أوجه تحية ود إلى الدكتور الذيفاني الذي لا يعرفني شخصياً لكنني على يقين أنه يشعر بروحي المتسللة إلى سموه وهي تحتضن تلك القيم التي تجلت في مسيرته النضالية المباركة.
تغريدة..
عظمة الأشخاص تنبع من سمو القيم التي يحملونها وهو ما يجذبنا لمعانقة أرواحهم وإن لم نعرفهم.
توفيق الخليدي
في حضرة السمو 1795