إن يوم 21 فبراير 2012م لم يأت من فراغ وإنما جاء كمخرج سلمي بعد صراع طويل مرت به بلادنا لمدة عام كامل دفع فيه ثمناً فادحاً، لذا فهو يمثل اليوم التاريخي المفصلي لإنهاء الصراعات المتضاربة بين أكثر من طرف وإن الانتخابات التي سوف تجدي في هذا اليوم ليست تحصيل حاصل كما يروج لها من بعض قبل القوى بل يحتاج إلى أعلى قدر من الاصطفاف الوطني من مختلف الفئات وخاصةً من سكان الأرياف الذين يمثلون نسبة كبيرة من عدد السكان، ولا يستهان بأي صوت فالصوت الواحد يصنع المستقبل في هذا اليوم يوم العرس الانتخابي الذي يتطلب من الجميع الحشد الذاتي، لأن جميعنا يفهم أن الحشد في الانتخابات السابقة كان يتم مقابل دفع الأموال لشراء الأصوات لهذا المرشح أو ذاك، أما الآن فإن الانتخابات في هذا اليوم جاءت نتاجاً لدفع ما هو أكبر من المال، دفعه الشعب وثورة الشباب في مختلف الساحات على مدى (360) يوماً تقريباً وجميعنا قد وعي وتفهم دور الشعب والشباب من أجل الوصول إلى هذا اليوم التاريخي المفصلي الذي يفصل بين نظامين من خلال التطورات التالية:
الصرخة الشجاعة
لقد نادى الشباب في أول نداء لهم بالمطالبة بسقوط النظام والقضاء على الظلم والفساد والاستبداد وبناء الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون والعدالة والحرية والمساواة.. وكانت ثورتهم بمثابة معجزة دستورية من خلال الثورات السلمية في مختلف محافظات الجمهورية والتي عجزت عن القيام بها المعارضة والأحزاب السياسية وغيرهم.. على مدى (33) عاماً من المطالبة بالتداول السلمي للسلطة لتحقيق تلك الأهداف والمطالب.. كما سمعنا ذلك من كبار العلماء في بلادنا حيذاك.
الثمن المقابل
لقد ضحى الشباب بدمائهم وأرواحهم من أجل تحقيق أهدافهم وتقبلوا المتاعب والمصاعب ولم يبالوا بحرارة شمس الصيف ولا برد الشتاء، صمدوا صمود الجبال وسلموا بسلمية النضال، وواجهوا بصدورهم العارية الطلقات النارية، لم تنال منهم الدسايس ولا مخططات الفتن أو تقيم اليمن لم ولن يكلوا ولا يملوا، بل زادهم ذلك قوة ووحدة وشجاعة وامتلأت الساحات بالرجال والنساء والشيوخ والأطفال في جميع المحافظات ومن مختلف الفئات والأطياف.
التأييد والانضمام
لكون أهداف الشباب هي التغيير إلى الأفضل وتبديل الوجه القبيح بالوجه المليح، ومداوة الفساد بدواء الصلاح والذي هو مطلب الجميع، لذلك جاء التأييد والانضمام إلى ثورة الشباب الشرفاء والأوفياء من قيادات الجيش الحر، الذي مثل الدرع الواقي لشباب الثورة من كل المخاطر التي كادت تحيط بهم، علاوة إلى كبار العلماء والمشائخ والأعيان من مختلف القبل اليمنية – معترفين بشرعية الثورة التي حصلت على التأييد والدعم الشعبي والإقليمي والدولي وجاءت مبادرة الأشقاء والأصدقاء.
نتاج المبادرة والقرارات
رغم أن الشباب رأوا في المبادرة وآليتها المزمنة أنها تسوية سياسية كما روجت لها بعض القوى إلا أنهم وجدوا فيها تحقيق هدفهم الأول وهو إسقاط النظام، بعيداً عن جر البلاد إلى مشاكل غير محمودة وأن نقل السلطة عن طريق صناديق الانتخابات استجابة لرغبة الشعب والمجتمع الإقليمي والدولي وأن نجاحها سيحقق للجميع بقية الأهداف المنشودة، فكان شعارهم في آخر جمعة يعد (50) جمعة تقريباً هو "صوتك مكسب الثورة" ونحن معهم نقول ونردد "نفس الشعار وندعوا الجميع إلى التوجه ذاتياً إلى صناديق الاقتراع لطي الصفحة الأولى للنظام السابق تاركين تلك القوى التي لا زالت تروج لمقاطعة الانتخابات باعتبارها تسوية سياسية بين الأحزاب، فذاك رأيهم أما رأي السواد الأعظم من أبناء الشعب جنوبه وشماله فمع الانتخابات المبكرة التي لم تكن تأتي لو لا ثورة الشباب ولا توصلت جميع الأحزاب إلى هذه التسوية، أما القوى المقاطعة فيبدوا أنها لم تتابع الأحداث على مدار سنة إلا أن الهدف منه السعي إلى إفشال الانتخابات والعودة باليمن والثورة إلى المربع الأول وهذا بعون الله لم يتم تحقيقه فالانتخابات سوف تتم في موعدها المحدد وسوف ينجح مرشح الوفاق الوطني عبدربه منصور هادي مهما تعددت الآراء والمحاولات وسوف يكمل المسيرة مع زملائه في حكومة الوفاق من أجل تحقيق بقية الأهداف والخروج باليمن إلى بر الأمن والآمان فإرادة الشعب من إدارة المولى عز وجل..
طاهر قائد الوليد
علينا جميعاً التوجه إلى صناديق الانتخابات من أجل بناء يمن جديد 1778