منذ فترة لا تتجاوز الشهر - كما أعتقد- بدأت ألاحظ بكثرة في بعض الصحف حملات تشويهية وتحريضية وانتقاد غير بناء ضد بعض اليمنيين وللأسف الشديد جداً، إن المحرض والمشوه والمنتقد بغير وجه حق هو يمني وفي الصحف اليمنية أيضاً.
كما أن البعض يقوم بهذه الأعمال المرفوضة شرعاً وقانوناً وعرفاً باسم الوطن وتحت راية الدفاع عن الوطن وأيضاً يتجاوز حد حرية التعبير ويصل لحد التجريح والتشويه والسب تحت مسمى حرية التعبير وتعدد الآراء ومكنوا الشعب من هذه الحركات وإذا أتيت تسأله بعد أن يحرض عليك ويسيء يقول: تقبل الرأي الآخر يا أخي؟ أي رأي هذا وأي تعدد وأي حرية هذه؟ والبعض يبرر تحريضه قائلاً:هؤلاء سبب انهيار الوطن وأعداؤه ولا بد أن نحذّر الناس منهم وكأنه وصي على الوطن وهو من يحدد الخائن من المخلص وأخيراً نكتشف أن هناك أحقاداً ومشاكل شخصية أو حزبية أو مذهبية وراء تلكم الحملات الشرسة التي يتبرأ منها الوطن الكبير على هذه الأشياء والمواطن العاقل.
بغض النظر عن كل شيء نقول لهؤلاء إن عليكم أن تدعوا هذه المشاكل والأحقاد جانباً، لأن الوطن لم يعد يتحمل مثل هذه الخرافات والأعمال الدخيلة على اليمنيين ويجب أن نكون صريحين مع أنفسنا ومع الآخرين فيما نقول ونكتب وإذا كان لنا حسابات مع شخصيات أو أحزاب أو مشائخ أو علماء، فيجب أن لا نكون جبناء ولنصارح كلاً على حدة بما في قلوبنا عليه أما أن نتستر بستار الوطن أو الدين أو المصالح العامة، فهذا مرفوض وليعلم كل منا أن اليمن لا زالت ممتلئة بالوطنيين والشرفاء والغيورين على الوطن الحبيب ولا نستثني أحداً هنا، فأنا أراهن على أن اليمن كل أبناءها وطنيون وغيورون، أما الخلافات والمشاحنات والأحقاد الشخصية أو الحزبية أو المذهبية فلندعها جانباً حتى نوصل سفينة الوطن إلى بر الأمان وبعدها من كان له حق عند أحد، فهناك شرع وقانون نحتكم إليه بدون فوضى أو مزايدات كاذبة وتحريض أعمى وبث روح الكراهية والبغضاء بين الناس وبين فئة ضد فئة، فاليمن واليمنيون أكبر من ذلك بكثير ومن أبى إلا أن يسلك هكذا مسلك، فالرحيل أولى به، لأن اليمنيين عرفوا كيف يتعاملون مع من يقف أمام تقدم وازدهار الوطن ويجب علينا أن لا نخون أحداً مجرّد أنه خالفنا الرأي وليكن هدفنا هو بناء الوطن والسير به نحو الأفضل، بعيداً عن كل المزايدات والمناقصات وليعرف كل منا قدره ومكانته ولا نستصغر الآخرين ولا ننكر معروفاً لأحد سواء كان للوطن أو غيره، وليكن دائماً (حب الوطن يجمعنا).
صدام الحريبي
دعوها جانباً 1763