تناقلت بعض وسائل الإعلام المختلفة تقريراً يتحدث عن مخطط إيراني يستهدف اليمن وربما يمهد لمرحلة جديدة نكون فيه مسرحاً لصراع طائفي لن نجني منه سوى الدمار, بدت تفاصيل هذا التقرير مقلقة جداً لدرجة تشعرك بالخوف من القادم, ولو أن ما ورد في هذا التقرير حقيقياً فإننا سنحتاج إلى وقفة جادة معه، خاصة أنه قد يهيء الشخص ليغدو أداة بيد غيره وهو لا يعلم وهذا يعني أن هناك احتلالاً قادماً بلباس يمني ربما تكون تعز إحدى بواباته كما بدا حضور هذه المدينة واضحاً بشكل خاص في من خلال تلك التفاصيل رغم أن تعز تأبى إلا أن تكون حاضرة الثقافة ومنبر الأفكار النيرة على أسس أخلاقية جذورها الأصالة الدينية والعربية، فإن كان ما قيل صحيحاً فالأمر جد خطير ويدعونا للوقوف أمامه بحذر.
ولنفترض أن ما ورد لا أساس له من الصحة لكننا أيضاً نحتاج لأن نطلع على تلك التفاصيل واستيعابها جيداً بما يكسبنا مناعة ذاتية ضد ما من شأنه أن يحدث فينا شرخاً اجتماعياً لا يبرأ بسهولة وربما ساقنا نحو نفق آخر أشد ظلاماً من ذي قبل, فلنقل إذ أنه لا وجود لهذا المخطط، لكننا بالمقابل لن نكون بغفلة عما ورد فيه وسنؤدي دور المراقبين نتأمل كل فكرة وليدة وكل صيحة جديدة حتى إذا ما بدا لنا أن هناك شيء مما ورد في المخطط المذكور فإننا حينها يجب أن نقف في وجه ما يخطط لنا لإغراقنا في التيه, إننا لن نكون أدوات بيد الآخرين يستخدموننا لتصفية حساباتهم أو تأكيد حضورهم السياسي وإن تدثروا بالثورة ورفعوا يافطات وطنية عريضة.
قد نختلف في الرأي وقد تعلوا أصواتنا اختلافاً لكننا لن نسمح لأحد أن يفرق صفنا الوطني بتلك الصورة الخطيرة، كما أننا نرحب بكل حزب سياسي جديد ونعد التعددية الحزبية سيمفونية التدافع الإنساني الذي يفضي لوطن جميل يتعايش فيه الجميع دون إقصاء غير مبرر، لكن أن يأتي حزب أو تكتل ليعلن سياسات وأهداف وطنية بحتة وهو يحمل في طياته أهدافاً أخرى كاستعمار جديد بوسائل وآليات جديدة فهذا لا يجب أن نقبله، إننا مطالبون بألا نكتفي بقراءة الشعارات والعبارات فقط، بل يجب أن نقرأ ما بين السطور وأن نمعن النظر في الممارسات و الأشخاص وفي تاريخهم الفكري ومعرفة إن كان لهم تنقلات حزبية عدة خلال مراحل حياتهم ربما تكشف أصحاب المبادئ ممن لم يكن يوماً مع الوطن وإنما كان مع نفسه فقط، كما أنه لا يجب أن نشكك في وطنية أحد لمجرد الشك أو لخطأ ما ربما لم يكن مقصوداً، لكننا سنظل مراقبين لكل التصرفات وسنحاول قراءتها جيداًُ.
سنختلف مع من لا يتفق معنا - في حدود الوطن والمعتقدات الأخرى - لكننا لن نعلن حرباً شعواء على كل شيء فيه وإن أخطأ وإنما لا يخطئ من لا يعمل, وفوق هذا وذاك فإن حزبنا الأكبر هو الوطن مهما اختلفت الرؤى والأفكار أو تعددت الطرق والوسائل.
تغريدة:
استوعب ما يدور حولك جيداً حتى لا تكتشف يوماً ما؛ أنك ما كنت سوى مجرد وسيلة لتحقيق رغبات الآخرين
توفيق الخليدي
المخطط الإيراني 1550