في ظل هذه الثورات العربية التي أشعلها جسد بو عزيزي التونسي أصبح الابتزاز السياسي الرخيص مرفوضاً واللعب بالأوراق القديمة مكشوفاً وساذجاً وغير مجدٍ، وما دامت هذه الثورة الشبابية الشعبية التي تشهدها بلادنا سلمية، فإن كافة التهديدات التي يطلقها النظام وغيرها مرفوضة وغير واردة سواء القاعدة أو الحروب الأهلية أو الفوضى الخ، فالقاعدة التي نعرفها جميعاً هي ليست تلك العناصر المسلحة التي لا يتجاوز عددها المائة شخص أو المائتين أو الألف قادرة على الاستيلاء على مديريات بالكامل مثل زنجبار ورداع وغيرها في ظل انسحاب مفاجئ لقوات الأمن المركزي والأمن العام والنجدة والشرطة العسكرية إلى جانب معسكرات الجيش التي تتواجد في جميع محافظات الجمهورية، فالقاعدة التي نعرفها هي أن الجندي اليمني شجاع وبطل على مر العصور ثابت في موقعه ولا يمكن له المغادرة أو الاستسلام مهما كلف الثمن، وان الجندي اليمني لا يمكن أن يفاوض في مسئولياته الوطنية وهو الأكثر حباً ووفاء لهذا الوطن، والقاعدة التي نعرفها ويدركها كل إنسان على هذه الأرض هي أن الفقر والبطالة يولدان الإرهاب، والإرهاب يولد التطرف ويعرف كل يمني أن الفقر والبطالة تلازمه منذ ما قبل الحكم الإمامي رغم أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر قامتا من اجل القضاء عليهما، لكن هنالك من تأمر على الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية، منذ البداية ظلت الأهداف مجرد شعارات يتم تسويقها في الخارج بهدف تلقي المزيد من المساعدات والقروض وتردد في الداخل أثناء الاحتفالات والأعياد الوطنية وأي نظام بالدنيا لا يسعى للقضاء على هاتين الافتين [الفقر والبطالة ] لا يستحق البقاء، فما بالكم بمن جثم على صدور الملايين من اليمنيين أكثر من ثلاثين عاماً ويسعى للخروج من الحكم والبلاد أسوأ مما كانت عليه قبل أن يحكمها؟ والقاعدة التي نعرفها هي مجموعة أشخاص أرسلهم النظام في بداية ثمانينات القرن الماضي إلى أفغانستان لمحاربة الروس والحد من التوسع السوفيتي بدعم غربي, وعندما عادوا إلى البلاد بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر 2000م عاود النظام لاستخدامهم ورقة رابحة تحت مسمى محاربة الإرهاب وحصل عن طريقها ملايين الدولارات، فتارة نجدهم في السجون وتارة يغاردونها في مسرحية هزلية أبطالها السجناء والنظام وأدواتها الملاعق والإنفاق، نجدهم تارة في كشوفات ضباط الأمن القومي والسياسي، وتارة هاربين في جبال أبين وفنادق صنعاء والحديدة وعدن وحضرموت ورمال مأرب وشبوة.
والقاعدة التي نعرفها أن سلوكيات وأفكار تلك العناصر المتطرفة مرفوضة من قبل عادات وتقاليد وقيم أبناء شعبنا اليمني، ولولا تدخل النظام لاستخدامهم ورقة رابحة يفاوض بها الغرب والجيران لنبذهم الشعب بأكمله وما كان لهم وجود في يمن الإيمان والحكمة، ولا يمكن لهم التوسع والانتقال من محافظة إلى أخرى لولا دعم النظام وتخطيطه والقاعدة التي نعرفها، إن القاعدة والإرهاب ما هي إلا واحدة من الأوراق التي لعب بها النظام خلال فترة حكمه مثلها مثل الحوثي والصوفيين والسلفيين، فتارة يدعم هؤلاء وتارة يتهم هؤلاء وهكذا حسب أهوائه وبما يتوافق مع مصالحه وبقائه على كرسي الحكم لفترة اكبر، والقاعدة التي نعرفها هي أن نظام حكم البلاد أكثر من ثلاثين عاماً ولم نسمع انه قام بمحاكمة مسئول فاسد خلال هذه الفترة أصبح غير مجد ومن المستحيل أن يقدم خير للبلاد وأبنائها وأصبح من الواجب تغييره حفاظاً على ما تبقى من خيرات هذا الوطن وأمنه وسيادته وكرامة أبنائه الذين يتساقطون على الحدود من الجوع والبطالة، لان هذا الوطن ملك للجميع دون استثناء وليس إقطاعية تباع أسرة معينة أو قبيلة أو جماعة دينية محددة وهذا ما أغفله النظام خلال فترة حكمه وأوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم,والقاعدة التي نؤكد عليها أن أي مخططات تسعى لإفشال العملية الانتخابية القادمة والتي ستجرى في الـ (21) من فبراير القادم ستصطدم تلك المخططات بالحكمة اليمانية وسلمية الثورة وتطلعات أبناء شعبنا للمستقبل المنشود والدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والمؤسسات والمساواة والعدالة الاجتماعية والمحاسبة والمساواة، لا دولة الأقارب والمشائخ والوجاهات والوساطة والمحسوبية والظلم والاستبداد، فهل يتعظ الواهمون ومن حولهم من مزايدات؟! نأمل ذلك.
عبدالوارث ألنجري
القاعدة التي نعرفها 1765