أمس السبت مساءً دشنت العاصمة صنعاء أسبوعها الجديد باستقبال حافل غير مسبوق لفعل تظاهري احتجاجي غير مسبوق على مستوى العالم.. تمثل بمسيرة "الحياة" الراجلة، القادمة من عاصمة ثورة ربيع اليمن.. تعز الحالمة من بدأت العد التنازلي لإسقاط نظام الـ"33" خريفاً من البؤس والفساد والشقاء.
بدأت مسيرة بث الحياة في روح ثورة شعب اليمن منذ خمسة أيام منطلقة من قرى محافظة تعز لعشرات الآلاف من ثوار اليمن.
وأمام كل مدينة مرت بها تلك الحشود الثائرة في طريقها إلى صنعاء كانت تقابل من أهلها بالزغاريد ومظاهر الترحيب والاحتفاء والإكبار قبل أن يلتحقوا بها، معززين سيل الحياة المرتحل إلى حيث كانت في انتظارها صنعاء أرضاً وإنساناً.
هكذا عودتنا تعز.. وما مسيرة الحياة الجديدة المشرقة المهداة إلى كل اليمن سوى صرخة في وجه الموت الذي كاد ينهب صنعاء وثورتها.
خرجت من تعز عشرات الآلاف من الأرواح المؤمنة بعدالة قضية اليمن وجرفت في طريقها عشرات الآلاف من مدن اليمن لتصل إلى مشارف صنعاء المحاصرة بآليات الموت المسلح بمسمى الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي وبلطجية السفاح.. لتصل سيلاً ملايينياً من غضب..
حاول القتلة منعهم من مواصلة المسير، أطلقوا القنابل المسيلة للدموع، والرصاص الحي، نصبوا المتارس، لكنها مسيرة الحياة.. واصلت الحياة بتحدٍ، لم ترهبها أسلحة الموت ولم تكسرها ميلشيات القتلة.. سقط الشهداء والجرحى، لكن المسيرة لم تسقط.. واصلت حتى وصلت.. ولأول مرة منذ بدء ثورة الربيع في اليمن المنتفض الغاضب على السفاح الغاصب.
أقول لأول مرة أسمع بانتشاء وفخر ترحيب مسيرات صنعاء الحاشدة التي هبت إلى مشارف صنعاء، ملتئمة بسيل تعز القادم بالحياة الجديدة، حيث كانت المجاميع تصرخ بزهو وتحدٍ "حيا بهم.. حيا بهم"..
نعم حيا بهم.. حيا بكم يا من أعدتم الاعتبار لثورة سيذكر التاريخ أنها واحدة من أعظم ملاحم وثورات العالم أجمع.. حيا بكم ثواراً وثائرات يمننا الذي ها هو يولد من جديد بكم ومنكم وعلى أيديكم.

بأبي وأمي أنتم يا من جعلتم للتضحيات معنى وأضأتم وجه ثورتنا.. أشعلتم قنديل أفراحنا.. صرختم في وجه هذا الليل الحاكم السواد:
الشعب يريد محاكمة السفاح.
الشعب يريد بناء يمن جديد.
ختاماً..
ما يزال السفاح..
يخطب في إعلامه
وقحا..
لم يتعظ..
قاتلا..
لم يرتدع..
ما زال يظن
أنه, كلما تمادى
سينجو..
ما يزال
واهماً..
سيرى من ثوارنا
ما سيجعله
يقتنع
الشعب
يريد محاكمة السفاح
الشعب سيحاكم
السفاح
× الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
CTPJF@hotmail.com