شهدت العاصمة صنعاء يوم أمس عرساً ثورياً يسجل في أنصع صفحات التاريخ، ويحكي قصة نضال شعبنا اليمني الأبي، فمن الحالمة تعز حطت يوم أمس مسيرة الحياة رحالها في صنعاء أرض سام، مطالبة المجتمع الدولي بإعادة النظر في قضيتها، قضية الأرض والإنسان، قضية الصدور العارية والرصاصات والغازات السامة، قضية الآمال والحلم والتطلعات وقضية القمع والقتل والسجن والاعتقالات، قضية الخيام والشباب البسطاء في ساحات الحرية والتغيير.
وقضية الفلل والقصور الضخمة في الداخل والخارج، قضية السير على الأقدام مئات الكيلوات، قضية امتلاك المليارات والسرب من السيارات والطيارات والشركات والعقارات في الداخل والخارج.
وقضية النظام والقانون والعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية، قضية الفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية والوساطات وغيرها من المخالفات، قضية الحفاظ على الوطن وخيراته وسيادته،قضية نهب المال العام والصفقات المشبوهة وغيرها من الاتفاقيات المخالفة.
قضية الغداء والدواء للجميع، قضية الجرع والأسعار المرتفعة والجوع، قضية الاغتراب والموت على الحدود بحثاً عن لقمة العيش، بل لقد جسدت مسيرة "الحياة" التي انطلق بها شباب الثورة في الحالمة تعز باتجاه صنعاء ما هو أسمى من ذلك حتى يدرك العالم أن شباب الثورة في اليمن لا يريدون وزارات ومناصب وكراسي في حكومة وفاق أو غير وفاق.
وفي وطن مهدد بالسقوط في وحل المجاعة والاحتراب، يجب على العالم بأسره أن يدرك مطالب هؤلاء الشباب القادمين من جنوب اليمن وإلى شماله، مشياً على الأقدام وبإصرار عجيب، غير مبالين من غدر البلاطجة أو حر الشمس أو برد الشتاء.
إن مطالبهم أسمى من ذلك بكثير، ابتداءً بمحاكمة كل من تلطخت أيديهم بقتل إخوانهم العزل في المسيرات والمظاهرات، ومروراً بمحاسبة الفاسدين الذين نهبوا البلاد خلال الـ"33" عاماً الماضية، وكل من عليهم قضايا فساد ووثائق تؤكد ذلك، وانتهاءً بالشروع والإعداد لإقامة الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون والمساواة والعدالة الاجتماعية، فهل وصلت الرسالة إلى أشقائنا في الخليج وأصدقائنا في كافة دول العالم؟!.. نأمل ذلك.
عبدالوارث ألنجري
ثورتنا.. حياة 1914