دشنت حكومة الوفاق عملها بنفاق مستفز، وفيما كان وزير الداخلية المقال يوزع المخزون الاستراتيجي للوزارة من تموين وأسلحة وسيارات على محاسيبه وأصدقائه وأصحاب البلاد، موصياً – قبل مغادرته مقر الداخلية- من استبقاهم في حوش الوزارة من كتائب البشمرجة أن يحرسوا مبنى الوزارة بأرواحهم وأن لا يسمحوا للوزير الجديد القادم ضمن حكومة الأحزاب والمؤتمر بدخول مبنى وزارة الداخلية مهما كلف الأمر وهو ما حدث بالفعل.
أقول : بينما كان الوزير المقال يواصل آخر مهامه الوطنية الجسيمة في العبث والنهب.. كان وزير المشترك المكلف خلفاً "لخير سلف" يجري الترتيبات والتجهيزات لتنظيم مهرجان تكريمي لسلفه.
ومثله فعل بقية وزراء الأحزاب لشركائهم في حزب الفساد، ومعظم من تم تكريمهم متورطون بصورة رئيسية بجرائم انتهاك حقوق الإنسان ونشر الفساد واستهداف حياة الثورة والشباب.
وكان التلفزيون الحكومي الذي ما يزال حتى اللحظة يخضع لتوجيهات وإرشادات مهرج القصر وناهب البر والبحر الشاطر "علي حسن" كان ذلك التلفزيون بقنواته التي كثيراً – وما تزال- تزكم أنوف الشرفاء وتوجع أرواح الشهداء تبث مهرجانات الاحتفاء وتكريم وزراء النفاق الجدد، لمن سبقهم من وزراء الإخفاق.
وكانت تلك القنوات سيئة السمعة تنقل صور ومشاهد تبرز ابتسامات من كانت الساحات ودماء الشباب الثائر سبباً بتسميتهم وزراء، في مواجهة من كانت ذات الساحات سبباً في إقالتهم من وزاراتهم بعد سنوات من العبث والفساد ونهب المال العام ونشر الخراب في هذا الوطن المتعب أرضاً وإنساناً.
ربما يتبجح الوزراء المحسوبون على دماء الساحات وأشلاء ضحايا الثورة والحرية.. بأن فعلتهم هذه تندرج ضمن الاتيكيت السياسي!!، ربما يتبجحون بهذا، لكن الشيء الذي لا يقبل أنصاف التعريفات هو أن فعلتهم هذه ليست سوى وقاحة وعمل مقزز، أساء بالعمق لكل الأرواح والدماء التي أريقت من أجل وفي سبيل خلاص اليمن من نظام المحسوبية، ونهب المقدرات، صانع الخراب والبطالة، والفقر، والجهل والمرض، ناشر الرشوة، منتج اللصوص والمتفيدين، وسُراق الأراضي، وشافطي النفط والمنح والقروض.
إذن.. هل هذا الذي كنا شعب اليمن الثائر الغاضب نجاهد من أجله منذ فبراير الماضي، وفي سبيله يُتم الأطفال، ورُملت النساء، ولم يستثن السفاح أحداً، فمارس القتل والاختطاف بحق الشباب والشيوخ والنساء والأطفال والأرض والزرع, ودمر المساكن والمستشفيات ومقرات المنظمات المدنية والهيئات الإنسانية ..
- لا والله ما كانت، ولن تكون تلك التضحيات رخيصة لينتهي الحال على ما هو عليه الآن.
فهل من قليل خجل وحياء يا قادة الأحزاب ويا أيها السياسيون الأوغاد؟!.
ختاماً ..
الشعب يريد الوفاء لدماء الشهداء ..
الشعب يريد ثورة ضد الفساد ..
الشعب يريد دولة مدنية ..
الشعب يريد محاكمة السفاح ..
الشعب يريد عدالة وإنصاف ..
× الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية CTPJF
ctpjf@hotmail.com
محمد صادق العديني
أوغاد!!........ 1989