تمر في الشارع أو تركب الباص أو تقعد في مجلس عام تسمع الناس يتحدثون عن الثورة وعن المبادرة، فالبعض اعتبر التوقيع خيانة للشباب والبعض اعتبر التوقيع نجاحاً للثورة والبعض الآخر ذهب إلى أبعد من ذلك واعتبر التوقيع قضاء على الثورة ولكل رؤيته وتفسيره، ولكن الحقيقة تقتضي غير كل ما قيل فالثورة ليست تركة ينبغي اقتسامها بعد موت النظام والثورة ليست مظاهر غوغائية عابرة لكي يقضى عليها والثورة وهذا الأهم ليست رحيل الحاكم أو سقوطه، الثورة أفكار ومبادئ وأخلاق الثورة، صيحات تتفجر لتعبر عن حقوق ومطالب الثورة إذا بدأت فإنها لا تنتهي
فما زرعته ثورتنا في نضالها لتجاوز العوائق طيلة عشرة أشهر يلمس ثمره في أطفالنا في شبابنا وشيوخنا ونسائنا.. قرانا ومدننا فقد امتد زرعها من أقصى الوطن إلى أقصاه وما زلنا في بداية الطريق فلا تستعجلوا قطاف كرمكم
فمع التوقيع الثورة لم تنته ولم تمت كما خيّل للبعض بل مع التوقيع تبدأ الثورة
هنا ينبغي أن نبدأ في معالجة قضايانا المختلفة إذ لابد أن نتكاتف جميعاً بوعي وبمسؤولية لنجعل المرحلة القادمة تبدو أفضل من ذي قبل ولن يكون ذلك إلا باستشعار كل واحد منا مسؤوليته أينما كان، سواء على مستوى الحكومة أو المؤسسات والإدارات التي تليها وصولاً إلى أسرنا وأساليب تنشئتنا لأبنائنا فلابد أن يعاد النظر في كل شيء ولابد أن نغرس في أجيالنا التربية الوطنية الصحيحة في مدارسنا، جامعاتنا، مؤسساتنا الخدمية المختلفة، لابد أن يتولد لدى المواطن وعي بأن هذه المؤسسات هي ملك له ولأجله ولخدمته حتى يشارك في الحفاظ عليها لا أن تصبح مكاتب إتاوات وغرامات تجعلك تضع يدك في جيبك حيثما وليت وجهك.
لا بد أن نكون يداً واحدة، بعيداً عن كل الخلافات، لنعكس صورة مشرقة لهذا الوطن، فلن نجد أغلى من الوطن.
Shamsan29@yahoo.com