أطبقت الثورة السلمية على صالح جداراً من فولاذ وأحكمت عليه الحصار وقيدت حركته فلم يعد فيه إلا لسان يولول أو يصدر توجيهات لعناصره وأعوانه من المجرمين ليمارسوا القتل وما لا يتقنون غيره من الجريمة..
إلتف حبل الثورة السلمية على عنقه وراحت تنظر إليه وهو يرفس بأقدامه في الهواء ويضرب بيديه يميناً وشمالاً..
أحكمت الثورة السلمية على عنقه الحبل السلمي وضيقت عليه الخناق وها هو يرمي بالنار في كل اتجاه بحثاً لأنفاسه عن مجرى يمده بالحياة..
ليس هذا نشاط القوة، ولا هذا قوة النشاط، ولا هذا فعل القدرة، ولا هو قدرة الفعل، وإنما هو سلوك نظام عائلي يختنق، نظام ينازع الموت روحه، نظام يموت..
إنها بقايا طاقته التي تستثيرها لحظات مواجهة الخطر المحدق بالحياة، والمهدد للوجود، وكلما أظهر مزيداً من العنف والقوة فإنه لا يزيد –بذلك- على أن يكشف مستوى ضعفه، وكلما ازداد وحشية كشف عن حجم الخطر الذي يشعر بالحاجة الماسة إلى الخلاص منه.
إنها الشدة التي أظهرت -قسرا ورغما عنه- دناءة نفسه وسوء طويته، وأبرزت -في بضعة أشهر- أكثر ما نجح في إخفائه خلال أربعين عاماً منذ أن ترقى إلى قائد معسكر خالد في تعز.
ما أقل حيلته وما أضعف أداته وهو يحاول بالنار قطع حبل الثورة الملتف حول عنقه المنتفخ، فحبل الثورة عصي عن التراخي رغم مرونته، قوي عن الانقطاع رغم سلميته.
لم يتوقف عن الحرب ضد المتظاهرين والمعتصمين وضد الأحياء السكنية الآهلة بالسكان وأغلبهم من الأطفال والنساء، ولم يتورع في حربه الخبيثة التي يشنها من طرف واحد عن استخدام أبشع الوسائل واستخدام أفتك الأسلحة من صواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية. ولكننا –جميعا- نعرف أنها ملجأ الضعيف، وعلامات الوهن، والنهاية المحققة..
نعم، ليست هذه رصاص، ولا هذه مدافع، ولا هذه صواريخ، وإنما هي شظايا نظام عائلي يتدمر، وأشلاء نظام ظالم يتناثر!!.
عبدالباسط الشاجع
شظايا نظام يتدمر!! 2036