أصبح الطلاب أبناء النازحين من محافظة أبين ضحية نوعين من العذاب، عذاب فراق الأرض والديار والموطن الآمن.. وعذاب ضياع العام الدراسي الحالي، وخاصة طلاب المراحل الأساسية منهم، فالكثير من مدارس عدن يقطنها حالياً النازحون، والسلطات المحلية في المحافظتين لم تجد حلاً لذلك، فانعكس هذا الوضع سلباً على الطلاب الذين لم يجدوا لهم مكاناً ليواصلوا فيه دراستهم وشاركهم في ذلك الهّم بعض طلاب عدن حين صارت مدارسهم سكناً لإيواء النازحين، لكن طلاب عدن قد توجد لهم معالجات لوضعهم الدراسي، أما أبناء النازحين فلا مأوى لهم.
ومما ضاعف معاناتهم هي تلك التوجيهات الظالمة من مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن "النهاري" الموجهة إلى مدراء مكاتب التربية في مديريات المحافظة بعدم قبول الطلاب من أبناء النازحين كرد فعلي على اتخاذهم لبعض المدارس سكناً، وكان الأولى به أن يعالج وضع المدارس مع السلطة المحلية كي توفر أماكن إيواء بديلة للنازحين الذين لا يستطيعون استئجار مساكن، لا أن يزيد همهم هماً آخر بحرمان أبنائهم من الدراسة عقاباً لهم على ذنب لم يقترفوه بمحض إرادتهم.
يقول الشيخ/ صالح الدماني – من أبناء زنجبار- إن مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن يرفض قبول الطلاب من أبناء زنجبار بحجة أن أهاليهم احتلوا المدارس وأخرجوها عن وظيفتها الطبيعية، ونسي هذا المدير أن سلطته هي التي أخرجتهم من ديارهم ووضعتهم في هذا الخيار الصعب.
ويضيف: هذا المدير يفترض فيه أن يكون عوناً للنازحين على معاناتهم ويعمل على تذليلها، ولكنه تحول إلى "ليل مظلم" سد باب الأمل في وجوه الطلاب وحرمهم التحصيل العلمي، وأضاف إلى همومهم هماً آخر.
والعجيب أن هذا النهاري يرفض قبول الطلاب ومقولة يرفض فتح "معبر رفح" عفواً طريق العلم "عدن-أبين"، فاجتمع على النازحين ثالوث رهيب: "حالة النزوح المؤلم، النهاري، مقولة"، فصاروا كمثلث برمودا، الذي يبتلع السفن في عرض البحر والطائرات في الجو.
افتحوا لأبناء أبين المعبر وسيعودون إلى ديارهم وسيدرسون أبنائهم حتى تحت الأشجار، حقاً لقد ذهبت أحلام الطلاب النازحين في التحصيل العلمي أدراج الرياح، في عملية تجهيل جماعية لم تشهدها البلاد من قبل.
منصور بلعيدي
وللطلاب نصيبٌ من المأساة 2215