صباح الجمعة "11" نوفمبر الجاري لم يكن يوماً عادياً على أبناء مدينة المنصورة بمحافظة عدن ولكنه كصباحات اليمن في مدنه وقراه وكل أرجائه التي تحولت إلى صباحات رمادية، تحمل لليمانيين الكثير من العناء.
ذلك الصباح المشؤوم ـ الجمعة ـ أصبحت فيه أصوات الرصاص "تلعلع" في سماء المنصورة منذ ما قبل أذان الفجر.. ودخل المسلحون مبنى الشرطة ومبنى المجلس المحلي ومبنى البلديات.. وجاءت التعزيزات الأمنية لتخرجهم من مبنى الشرطة ويتحصنون في المباني الأخرى.. وبدأت المعركة.. شباب مدججون بالأسلحة مع طقم لون عسكري بلا رقم داخل مبنى البلديات.. رؤوس بعضهم ثائرة كأنها رؤوس الشياطين سألهم بعض المارة قبل وصول التعزيزات الأمنية: من أنتم؟! قالوا: نحن القاعدة وحين بدأت المعركة بين الطرفين بهدف تحرير المبنى ظهر علم الجنوب يرفرف فوق مبنى المجلس المحلي.. واستمرت المعركة ارتفاعاً وانخفاضاً حتى مساء السبت ليتم تحرير المباني من المسلحين بعد مطاردات في الشوارع وإطلاق نار كثيف وانفجارات هزت المدينة وأقلقت السكنية العامة وعاش المواطنون يوماً عصيباً في حياتهم.
ويرى مراقبون للشأن المحلي أن ما يحصل في عدن هو محاولة من النظام لإقناع المبعوث الأممي بن عمر بأن سقوط النظام معناه ظهور البديل الأسوأ لما يسمى افتراضياً بـ"القاعدة" أو الفوضى والانقسام الداخلي..
وهي فرضية لا يصدقها الواقع خاصة وقد جاءت متزامنة مع وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء وكأنها محاولة خلط الأوراق بهدف أطالة عمر النظام الذي أصبح في حكم المنتهي الصلاحية، وتشير الأحداث الجارية على الأرض إلى أنه لم يعد لدى النظام اليمني أي ورقة أخرى يلعب فيها عدا ورقة واحدة تتمثل في مقولة:
"علي وعلى أعدائي" وهذا إن صح فسيكون الثمن باهضاً على الشعب اليمني، لكنه سيؤدي إلى تدمير النظام الحاكم وأركان حكمه أكثر من تدمير البلد.
الناشط السياسي الحراكي/ أحمد سالم فضل قال: إن مجموعة من أنصار الشريعة أدخلتهم السلطة إلى مدينة المنصورة فتصدوى لهم مسلحو الحراك في المدينة وطردوهم، فقامت القوى العسكرية والأمنية بهجوم على مسلحي الحراك بغرض إخراجهم من مبنى البلدية والمجلس الملحي.
وإعادة انصار الشرعية لاحتلال مدينة المنصورة التي يسيطر عليها الحراك حالياً، بالإضافة إلى لفت الأنظار عما يجري من مجازر في تعز.
وقد سئل أحد مشائخ المنصورة عن هوية المسلحين فقال: اختلف فيهم المفسرون: فمن يقول إنهم قاعدة وآخر يقول حراك وثالث يقول هم جماعة عبدالكريم شائف الذي يقوم بتوزيع الأسلحة الشخصية كما يقال، وقال شهود عيان إن المسلحين يحملون أسلحة جديدة من الكلاشنكوف وهو ما يثير علامات استفهام كثيرة حول مصدرها.
الغريب أنه بعد كل هذه المعركة "الهيصة" لم يقتل أحد ولم يصب أحد... وانتهى الفلم.