لله ثم للتاريخ :
أسطورة النضال تسطّرها تعز رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً، لم يسلم من رصاص الغدر أحد، ويعتقد بقايا نظام القتل وسفك الدماء أنه على حق، والله ثم والله ثم والله لإن تغافلتم عن عدالة الأرض فإن عدالة السماء آتية لا محالة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وستعلمون حقيقة وبال العاقبة بما افترفت أيديكم، وكونوا على يقين بأن الله يمهل ولا يهمل، وأن رصاص الغدر وآلة القتل والتدمير التي يستخدمها النظام وكل توابعه وبقايا نظامه البائد هي إلى الهلاك لا محالة، قاتلهم الله، قهرهم الله، جعلهم الله نكالاً في الدارين، وأذاقهم مرارة الغصة التي تحرق الصدور التي تكتوي بجمر العجز والبؤس ودموع القهر وفلذات أكبادنا وأحبابنا وأطهر أرواح هذه الأرض تتساقط أمام أعيننا وبرصاص وآلة من سلّمناهم أمرنا يوماً من الأيام، وأرادوا لنا المهانة والإذلال.
عذراً أيها الأبطال :
لن نقول عذراً يا أبطالنا يا شهداء ثورتنا الشامخة بشموخ وطهر أرواح من قدّموها رخيصة لهذا الوطن، لن نقول عذراً وعجزاً إننا لم نستطع فعل شيء، لا والله سنقاوم ونكافح ونصرخ ونهتف ونكتب ونخرج كل يوم إلى أن يقضيّ الله في أمرنا، لن نقول عذراً سوى لأننا لم نكن معكم في ساحة الكرامة وعلى تراب الحرية وأمام رصاص الغدر، وقتلتهم المأجورين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
رد الجميل :
هكذا أصبحت يا صالح وليس من اليوم فحسب بل منذ فترة ليست بقريبة، ولعل الذاكرة لن تخونني وأنت تنكر فضل الله عليك بالأمس بعد أن نجّاك من شر مكائدك وجعل لك الفجيعة في عقر دارك، وجعلك أعمى البصر والبصيرة، أصم الأذن والفؤاد، مشلول الحركة والفكر، هكذا تريد لنا الموت في وقت ندعو الله أن يطيل في عمرك على حالتك هذه لتعيش كسامريّ موسى، وببدن فرعون، وعاقبة بني إسرائيل إذ يهيمون في الأرض أربعين عاماً يأتون من حيث بدأوا، هكذا كنت وعشت وأصبحت، تنكر الجميل ابتداء ممن وهبك شيئاً من الملك الفاني والحياة الزائلة، كل من وقف في صفك يوماً من الأيام أنكرت فضله، وحجدت حق الأخ قبل الجار، وبعت التراب بأبخس الأثمان، واليوم تقتل وتغتال رصاصاتك أرواح لم ولن تصل إلى شيء من طهرها ولن تزتزع هذه العزيمة الصادقة، سحقاً وبؤساً وبواراً ودثوراً لك ولأمثالك، وإلى مزبلة التأريخ التي جمعت سابقيك، وتنتظر من تبقى منكم أيها البؤساء العرب.
لروحك الطاهرة أيا زينب:
زينب حمود العديني - تحفظ القرآن الكريم، خريجة كلية الشريعة، قتلتها أيادي الغدر وبلاطجة النظام أحذية صالح، والتي لم ترقى يوماً من الأيام أعلى من القدم، يكيدون بشعبٍ خرج ليقول كلمة حق في وجه سلطان جائر، وهم عزّل لم يقاتلوا أحداً ولم ينهبوا أحداً ولم يأخذوا حق أحد، نساء خرجت لتهتف بكرامة هذا الوطن البائس، لعلها تجد شيئاً من الحرية المنهوبة، في زمن أصبح الكثير فيه يقتات من مخلفات مزابل أكابر القوم، والبعض الآخر يتسابقون على المنابر والصنف الثالث يسيحون في الأرض بحثاً عن موائد العيد وبوادر تخرج النظام السفاح من دائرة المحاسبة، رحمك الله يا زينب، رحمك الله يا تفاحة العنبري، رحم الله كل شهداء ثورتنا، ثورة الكرامة ضد القتلة والسّفاحين والمجرمين.
عزاء ومواساة :
أصدق التعازي والمواساة إلى الأحبة / أمين الشيخ، والفاضل/ محمد عبده الشيخ، والأخ/ نجيب عبده الشيخ، وذلك بوفاة والدتهم، نسأل الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهمكم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وللنساء أسطورة :
تسطّر نساء اليمن أقوى الملاحم النضالية في مسيرة الحرية والكرامة، مسيرات لم يشهد لها العالم مثيلاً، أي والله العالم بأجمع لم يشهد مسيرات نسائية كتلك التي في وطننا وطن الكفاح والنضال في وجه الطاغي وأعوانه وأبنائه وإخوانه وأقربائه، من جعل العام خاصاً ومن استقربوا بالرخاص من أجل أن يجدوا لجرائمهم مبرراً ولا مناص، فالعاقبة أكيدة واقعة وإن الله شديد العقاب، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
