ألقى اللواء علي محسن الأحمر ـ قائد الفرقة الأولى مدرع والجيش الوطني المؤيد للثورة ـ خطاباً بمناسبة عيد الأضحى المبارك وجه فيه التحية لأبناء الشعب اليمني عامة وأبناء القوات المسلحة والجيش المؤيد للثورة وشباب الثورة المرابطين في ساحات الحرية والتغيير بصفة خاصة.
وقد تناول كلمته الهامة، بعض الكتاب والمحللين والمهتمين بالشأن السياسي اليمني بقراءات وتحليلات وتعليقات مختلفة ذهبت بين الإشادة والنقد والشتم والتخوين ولم أنو الكتابة حول خطاب اللواء الأحمر، فالخطاب واضح وشامل لولا أني وجدت بعض المتصيدين في الماء العكر قد حولوا من هذا الخطاب إلى مهرجان للخيال وذهبوا به بعيداً عن مقاصده وأهدافه فقررت أن أدلو بوجهة نظري والتي أرى أنها صحيحة ومقتنع بها وأدعو من خالفني الرأي إلى نقاش هادئ بعيداً عن الاتهامات والشتائم.
وكعادته جدد اللواء الأحمر ـ في خطابه ـ على التأكيد من مكائد صالح وعائلته ومناوراتهم منذ اندلاع الثورة الشعبية السلمية واستخدامهم القوة المفرطة والخطف والتنكيل والترويع والقتل والعقاب الجماعي بافتعال الأزمات والتضليل الإعلامي المشجع على العنف والكراهية.
وأكد اللواء الأحمر أن صالح متورط بجريمة مذبحة جمعة الكرامة تخطيطاً وتنفيذاً ومن وجهة نظري فما قاله اللواء الأحمر يقوله معظم أبناء الشعب اليمني فتلك الجريمة الشنعاء والتي أسفر عنها استشهاد أكثر من 50 شهيد وأكثر من 600 جريح ودفعت أصحاب الضمائر الحية للتخلي عن نظام صالح فسقط أخلاقياً ومعنوياً وانتهى سياسياً وقد شكل لجنة للتحقيق كعادته في قتل أي قضية بمعنى أن لجنة التحقيق ليست شفافة ولا محايدة وستقتل الحقيقة إلى الأبد وقد كان.
إحساس بمعاناة أبناء تعز
وتطرق اللواء الأحمر من واقع إدراكه لما يجري في اليمن وإحساسه العميق بمعاناة الناس تطرق لما يجري في تعز من جرائم يترفع عنها صهاينة "تل أبيب"، فتعز هي مدينة الثقافة والفكر والأكثر استهدافاً من قبل قوات صالح وبلاطجته مما ينبئ عن حقدهم الدفين على هذا المدينة التي أنجبت وأخرجت صفوة أبناء اليمن من النخبة الفاعلة في البلد، ناهيك عن أن هذه المدينة التي أكرمته طيلة حكمه هاهو يرد لها الجميل بالقذائف والصورايخ والطائرات وبالقتل والتمثيل الوحشي لأبنائها خصوصاً في هذه الأيام المباركة دون مراعاة لحرمة أيام العيد المبارك وهذا من وجهة نظري دليل على انحطاط عصابة عائلة صالح في تعز من أمثال العوبلي وقيران المطلوبين للعدالة والذين سيحاكمون يوماً وسيكون مصيرهم أبشع من مصير القذافي والأيام بيننا...
كما تطرق اللواء الأحمر لمعاناة سكان أرحب الصامدة ونهم المجاهدة وغيرها من مناطق اليمن الذي تصب فيها عصابات ومليشيات صالح حقدها الأسود الدفين..
صالح يراهن على العنف
يرى اللواء/ علي محسن الأحمر أن صالح يراهن على كتائبه المسلحة لا على القبول الشعبي وهي حقيقة فلا يوجد لهذا الرجل القاتل الدموي والموغل في الإجرام والعنف أدنى قبول شعبي وإن أوهمه المحيطون به بذلك واللواء علي محسن الأحمر عندما يقول هذا يقوله وهو المطلع على ما يجري والراصد لتفاصيل المشهد، يدرك أن صالح وعصابته يخططون للعنف ويسعون للانتقام ليل نهار وهاهي صفقات الأسلحة القادمة تبدد آمال المتفائلين بتسليم هذه العصابة للسلطة طوعاً وإن كنت شخصياً لدي أمل كبير بالله سبحانه وتعالى أن يجنب أبناء هذا البلد الصابر كل شر ومكروه..
اللواء الأحمر ونقد الذات
كشف اللواء/ علي محسن الأحمر عن نقد جريء للذات واعتراف واعٍ بالأخطاء وهذه طبيعة العظماء.. يقول اللواء الأحمر : ومن باب الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير أتحمل أنا شخصياً ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدراً كبيراً من المسؤولية لأننا سكتنا عن الخطيئة وقبلنا أن نكون جزءاً من النظام واليوم نشعر بعذاب الضمير ونحن نرى دماء جيل الشباب الأعزل تراق في مسيراتهم السلمية وأرواحهم تحصد برصاص كتائب عديم الحكمة الذي ساهمنا في صناعته..
استعداد الأحمر لتقديم نفسه لقضاء الثورة العادل
ولم يقف اللواء الأحمر عند هذا الحد بل وأعلن عن استعداد، النفسي والمعنوي للمثول أمام قضاء الثورة العادل في حال طلب منه ذلك كشاهد أو تحت طائلة القانون، وهذا عهد منا لأبنائنا الشباب ولجماهير شعبنا ولكل من طالته مظالم نظام علي عبد الله صالح في المحافظات الجنوبية والشمالية.
لقد ندم اللواء الأحمر عن عمل كهذا وأثمر ندمه بموقفه التاريخي حين أعلن تأييده لثورة الشباب السلمية وللمطالب المشروعة للشباب وجماهير شعبنا ودعمها ومساندتها مادياً ومعنوياً حتى تحقق أهدافها..
ثورة لا أزمة
وصف اللواء/ علي محسن الأحمر، الوضع الراهن في اليمن بثورة حقيقة تطالب بإسقاط نظام انقلابي على ثورتي سبتمبر وأكتوبر يستعصي إصلاحه عن طريق التسويات والمساومات وهذا ليس جديداً، لكن اللواء الأحمر في هذا المقام يستنكر ما تروج له وسائل إعلام صالح وبعض الوسائل الأخرى من أن ما يجري في اليمن أزمة سياسية بين أطراف سياسية تستدعي تسوية وتوافق ومفاوضات وهو بهذه الرؤية ينحاز لشباب الثورة ويجدد العهد على دعمها ومساندتها بكل الوسائل المشروعة
رسائل للجيران والعالم:
وجه اللواء الأحمر في خطابه بمناسبة عيد الأضحى رسائل للجيران وللعالم فتقدم بالشكر للأشقاء في الخليج على مواقفهم الداعمة لليمن وعلى ما قدموا من خلال أنظمتهم السياسية نموذجاً يفتخر به في التنمية والبناء والأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات وهو هنا يقول لهم : كل ما يريده الشعب اليمني من ثورته السلمية المباركة هو أن يحتذي بكم في بناء دولة التنمية والمؤسسات والنظام والقانون فلماذا يستكثر عليه البعض ذلك ؟!!
كما قدم شكره لدول الاتحاد الأوروبي لمواقفهم الإنسانية مع ثورتنا السلمية هذه الدول التي هي اليوم منارات للحرية والديمقراطية والتقدم والرقي من خلال ما قدمته كنماذج للأنظمة السياسية الديمقراطية الرائعة واحترام حقوق الإنسان والحقيقة أن موقف دول الإتحاد الأوربي من الثورة اليمنية موقف متقدم جدا فهاهي فرنسا تطرح بقوة قضية تجميد أرصدة صالح وعائلته وهذا موقف متقدم جدا مقارنته ببعض الدول الشقيقة التي ما زالت تدعم هذه العصابة الموغلة في الإجرام والإرهاب أما الموقف الأمريكي من الثورة اليمنية فلم يصل بتقدمه لمستوى الموقف الأوربي وما يزال ضبابيا وإن اتسم بتصريحات لبعض المسئولين.