;
منصور بلعيدي
منصور بلعيدي

العيد.. والفرحة المنقوصة!! 1831

2011-11-08 04:35:16


وجاء العيد.. ليس للبس الجديد ولكن ليشهد الفرق بين الأحرار والعبيد، عبيد الشهوات والملذات ومناصرة الباطل والمنكرات.. والأحرار الأبطال الذين يرابطون في الساحات وللحق رافعين الرايات، لا يضرهم من خذلهم فالنصر لا محالة آت.
 إن أعيادنا هي يوم أن تتجدد النفوس من الشهوات المحرمة، يوم أن تتحرر القلوب من الكذب والنفاق، يوم أن تتحرر الصدور من الشحناء والبغضاء، يوم أن تتحرر الحقوق من قيود الفساد والاستبداد، فيبذل كل ذي واجب واجبه غير منقوص، ويأخذ كل ذي حق حقه، لا يزيد.. أعيادنا يوم نتحرر من السلبية القاتلة، والسكوت عن الحق.. أعيادنا يوم نتحرر من الذل، يوم نقوم بدورنا وواجبنا على أكمل وجه، أعيادنا يوم يتحرر ا لمحاصرون من الظلم القاتل، والحصار الظالم، والعداء المتراكم من الصديق قبل العدو، ومن القريب قبل البعيد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أحد النازحين كان مهموماً يوم العيد، أردت التخفيف عنه فقلت له: إننا مأمورون بالفرحة يوم العيد لقوله تعالى: ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)) [يونس ـ58].
فلنجعل أيام العيد فرحاً لا ترحاً، أيام سعادة لا شقاء، أيام بهجة وصفاء، أيام ود ومحبة وأخاء.. قال: لكننا نحن النازحون لا نجد رغبة حقيقة في الفرحة بالعيد.. تتقمصنا الهموم ويكسو وجوهنا الأسى في ظل العيش بعيداً عن الديار والمواطن الذي عشنا فيه أحلا أيام حياتنا.. طفولتنا.. شبابنا.. وأيام الصبا.. تلك الأرض كانت مسرحاً لذكرياتنا، وأحلامنا، وطموحاتنا.. واليوم غابت الأحلام وتلاشت الطموحات وصرنا نازحين.. نرى الفرحة في وجوه الآخرين.. يمرحون بالعيد بين أهاليهم وذويهم في موطنهم الدائم.. عدن الرائعة نشعر عندها بالغصة تخنقنا ونحن لا موطن لنا.. نحس أننا نشكل عبئاً على أهالي عدن الطيبين، رغم سلوكهم الراقي تجاهنا، وتعاطفهم الصادق معنا.. لكننا في الواقع مهجرون، فمن أين تأتي الفرحة؟!.
لقد آلمني حديثه، وبعث في النفس المواجع، وحرمني محاولة تقمص فرحة العيد ولو على مضض هل جربتم فراق الوطن؟!
إن له لوعة في النفس، وألم في القلب وحزناً في الوجدان والمشاعر، حتى لو تظاهرنا بالفرح العيدي فإن في الحلق غصة وفي النفس انكساراً وفي الروح جرحاً غائراً لا يندمل إلا بعودتنا إلى ديارنا، مسكن الروح قبل الجسد.. حقاً إننا نعيش مأساة.. لكن عزاؤنا أننا لسنا وجدنا في المحنة والعذاب، فهناك إخوان لنا في أرحب ونهم وصنعاء وتعز وغيرهم كثير يذوقون مرارة الظلم، وقسوة الاستبداد.. دفعوا ثمناً غالياً جداً من أرواحهم ودمائهم وما يزالون.. لكن الفرق بيننا، أنهم مازالوا في ديارهم رغم الجراح التي نزف منهم كل يوم، ولكن بإذن الله ستأتي الفرحة الكبرى لنا ولهم ولكل مظلوم في هذا الوطن الطيب هي يوم سقوط النظام لأنه سبب مصائبنا وآلامنا "وليس ذلك على الله بعزيز".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد