كبش العيد:
مائة كيلو غرام من متفجرات الـ "تي إن تي"، كانت عيدية ثورتنا الشامخة بشموخ شبابها الأبطال والتي كانت تستهدف مقر الفرقة الأولى مدرع، وقادة الجيش الموالي لثورة الشباب، وأمام هول المفاجأة التي لم أصدق حقيقتها بداية ولكن من يعد يستبعد أن النظام البائد يريد أن يختم جرائمه بكل ما هو دموي ويعمل من أجل أن يغلق ملف تأريخه الأسود الذي لم يعد ينظر إليه أحد وكان يعتبره منجزات خالدة، اعتقاداً منه بأنه لا يزال صاحب الحصانة ولن يحاسبه أحد إن كان قتل أو سجن أو نهب أو عمل المنكرات وجعل الديمقراطية ملكاً للعائلة وجيش العائلة وأطفال العائلة
عن المحاكمات:
شتان بين حديث بعض القادة الذين أعلنوا تأييدهم لثورة الشباب بل وعملوا ما يستطيعون من أجل نجاح هذه الثورة المباركة حول المحاكمات ومحاسبة من يطالهم القانون وبين البحث عن الضمانات الخارجية والدولية من أجل عدم المساس بالمجرمين السّفاحين القتلة ومن ينوبهم ويعمل معهم بل وأن تصل المهازل الكبرى بالمطالبة بقائمة عفو فيها المئات من الأسماء التي تلطخت أيديهم بدماء الشعب الزكية الطاهرة قبل أن تملأ جيوبها وحساباتها البنكية بمليارات الوطن ومكتسباته وتحولها إلى ممتلكات خاصة كأنها ورثتها من أبيها أو جدّها، ولن ينتهي الحديث عند هذا فحسب بل سيمتد إلى مطالبة البعض ممن انعدم ماء الوجه فيهم بمكافأة القتلة والعفو عن كل مجرم مدان يستحق على الأقل أعتى وأقوى عقوبة في موازين عدالة السماء والتي فرضت علينا في الأرض
إلى متى؟!
كل هذه الحماقات التي يركبونها وكأنهم يعتقدون أننا سنتوقف عن المسير، كل هذه الأساليب التي يحاولون بها مماطلة العالم والمجتمع الدولي، وهي ليست فقط سوى للعناد والمكابرة، حتى لو كانت العمياء تخضب كل مجانين الشعب، وأصبح الشعب كله مغنّي جنب الأصنج، وإن طار الخفّاش نهاراً، لن يعود صالح زعيماً بل ولا عاقل حارة، وصدّقوني هو انتهى وأصبح قاتلاً شعبه ومهما تعددت حواراته الوهمية على طريقة تعديلات السّفاح بشار الأسد، وإن أوهم الجميع بسحب قواته من الحصبة وهدوء القصف على أحياء تعز وقتل مواطنيها، حتى وإن ضحك على الجميع بقصة العولقي، أو تنظيم القاعدة، أو حتى كل هذه المهازل التي يخترعها أعوانها بين الحين والآخر والتصاريح التي تسمعها من أفواه الحمقى ممن تبقوا لديه بعد هروب المستشار وسفر النائب للفحوصات وكل كذبة تتلوها ألف كذبة ولم يعد للصدق مكان في قلوب هؤلاء، كل هذا وأكثر ـ بالطبع من هذا كله ـ القتل والدمار الذي يخلّفه ومن وجهة نظري كل مسؤول سيتم تعيينه بعد الثورة المباركة في النظام القادم لابد أن يكون مقاولاً قبل أن يكون من ذوي الإختصاص في المجال المعيّن، من أجل أن يبداً أولاً بإعادة إعمار ماخلّفوه من يعتقدون زيفاً أنهم يحبون الوطن.
إرحلوا جميعا:
هذا هو عنوان وغاية المسيرة التي شهدتها العاصمة في الأيام القليلة الفائتة، ومابين الدعايات والإدعاءات التي ذهب إليها البعض، سأحتفظ بقناعاتي وكما هي جاءت بقلم وفكر الرائع الأستاذ / كمال شرف _ رسام الكاريكاتير المعروف ـ حين قال سأذهب مع كل مسيرة تعمل على تغيير النظام في هذا الوطن، لن أتواني ولن أتحجج بإنتماء هؤلاء ولن أقول إن الساحة يسيطر عليها الإصلاحيون وإن مسيرة جامع النهرين كانت للحوثيين، وسنترك كل هذه الخزعبلات التي ينشرها مرضى العقول عن أيدي خفية لا زالت تتبع النظام هي من قامت ورسمت لهذه المسيرة وأن الجميع لا يزالون يضحكون على الجميع ونحن سنظل أضحية أعيادهم وضحية تصرفاتهم ونعيش في قمة الذل والقهر والاستغلال لأبسط الخدمات الأساسية التي هي حق مشروع لكل مواطن، وأصبحت محصورة فقط على بعض المنازل التي تملك عشرة خطوط كهرباء والشارع والمنطقة كلها تعيش في ظلام دامس منذ أسبوع ولا عزاء على بترول صاحب المولد ولا على تعب صاحب بطارية الشحن ولا حتى مولدات الديزل والبترول والغاز وكله على حساب المواطن المدعوس بأقدام من أرادوا له الذل والخضوع في عهد إطلالة فجر الربيع العربي.
دعوا التفاهات:
الكثير ممن نحسبهم من أصحاب العقول الراجحة لا يزالون يتحدثون بحديث المطابخ والصالات وأحاديث قالت جدتي وقالت صاحبتي وقالت خالتي، والإصلاحات، والكلام الفارغ من كل ما هو قريب من الفكر المطلوب في هذه الفترة، والبعض الآخر اتجه إلى العمل من أجل التصحيح الفكري وهذا مطلوب ليس في هذه الفترة بقدر ما هو مطلوب في ما بعد الثورة، ولعل هذه هي من ضمن الأسباب الكثيرة والمتعددة لتأخر حسم ثورة اليمن المباركة ضد القتل والدمار، في تعز تسمع الكثير من الروايات العجيبة والتي لا يصدّقها أحد على وجه الأرض سوى أنصار النظام الذين لا يزالون يعيشون على روابط المصلحة الفردية التي تجعل المتقاعد يستلم راتب ثلاثة موظفين ببدلاتهم المختلفة والمتفرقة وهو متقاعد وبارك الله في نظام الهبش والسرقات ومن شلّ له شل، ويتهمون شباب الثورة بأنهم من يعملون على نشر الفوضى، ولكن نذكّرهم بأن شباب الثورة إن كانوا يريدونها مواجهات مسلحة فلن يتوانى أحد عن القتال، ولكن هي سلمية وستظل سلمية، حتى وإن ظلت عمتي محصنة تتحدث عن الزعيم الراحل القومي البطل الشهيد/ صدام حسين على قولتها، ولا أدري عن أي شهادة تتحدث في ظل زعامات عربية لم نعهد منها إلا كل ذل وعمالة للغرب وتعاون في الخفاء وإظهار الوجوه المتعددة والأقنعة الزائفة للوطنية المدعوّه من خلف شراشف وعبايات كنا نحسبها تعمل من أجل الوطن وتكتب من أجل الوطن، وهي في الأساس لم تكتب حرفاً واحداً يوماً من الأيام سوى للبحث عن نقص في الذات البشرية وكينونة الإنسان سواء كان ذكراً أم أنثى.
هي دعوة من القلب لكل الحمقى الذين لم يصدّقون أنهم حمقى في وقت وقف الجميع ضدهم وقال لهم إرحلوا، وقلنا لهم قولوا خيراً أو اصمتوا، ودعوا لكل موقف حديث أصحاب الاختصاص ولا تقحموا أنفسكم في الخوض في غمار الحديث عن مواضيع تفوق مستوى تفكيركم المحصور بين رواية الحج التي حصلت قبل خمسة أعوام ولازلنا نتجرع مرارة غثاءكم الزَّبد هنا وهناك، وحكايات الماجدات والفارسات والمحصنات والواردات والشاردات والتي لم يكن لهن يوماً من الأيام والي أمر ولا ولاية أمر على أنفسهن.
مرسى القلم :
كل عام وأحبتي بخير، كل عام والوطن أجمل وأطهر وأنقى من ما يتعلق بفساد الفكر والخلق والروح، كل عام ومن أحبهم أنا فقط بخير، ودمتم سالمين.
a.mo.h@hotmail.com