امتياز:
دوناً عن كل شعوب العالم سيظل للعيد في وطننا مذاق آخر، حتى وإن لم يعد يتبقى من عيد العافية حتّى اسمه الذي تعوّدنا على سماعه كثيرا خلال السنوات التي مضت والتي ما زلت أتذكرها قبل حرب الخليج الثانية وقبل عودة الوالد حفظه الله وأطال في عمره من بلد المهجر تأييدا لنظام الزعيم الذي احتل دولة بحجة إتغدّى بهم قبل ما يتعشوا بك، وبالرغم من تغيّر العالم وأنظمته وتوالي خمسة زعماء على رئاسة بلد العم سام ‘‘أمريكا‘‘ إلا أنه لا يزال يعتقد الكثير أنه ما قتلوا صدام ولا صلبوه ولاشنقوه يقينا ولكن شبّه لهم، ومابين الوعي الفكري والاجتماعي قبل واحد وعشرون عاماً ها نحن في العصر الواحد والعشرين ونحن لا نزال نبحث عن الوسائل الحجرية أو حتى عصر ما قبل النهضة الأوربية من أجل الحصول على شمعة تجلس مسرجة على الأقل ربع ساعة دون أن تحدث مخلفات تحرق التلفزيون والرسيفر والمسجلة والراديو وأحيانا اقرب كتاب، إذا لم يكن الهاتف النقال ضحية من ضحاياها بسبب المجاورة والجوار الذي يحاول أن يجعل الهاتف يتقرّب من الشمعة طمعاً في الحصول على ريحة الضوء وحتى إن كان ضوء شمعة وبالطبع ليست شمعة اليهودية، وإنما الشمعة التي بلغت واردات اليمن خلال فترة منها بما يفوق ستة مليارات ريال يمني، كأكبر سلعة تستهلكها دولة في القرن الواحد والعشرين وفي ظل وجود كهرباء الطاقة النووية حق خالتي آمنة.عيدنا غير: بالأمس وأنا على شارع هائل أمرّ مرور الكرام، ولا أدري هل لازلنا من الكرام في وطن لم يعد يعترف بشيء من الكرامة، بل وسئم المؤيدين لبائد النظام الصراخ وأكتفى البعض بتأجير مرتزقة داخليون وخارجيون من أجل أن يقتلوا كل من يخرج في مسيرة مقابل العفو عنه حتى وإن كان ممن حقت عليهم عقوبة الاعدام وأدينوا في جرائم كان جزاؤها الإعدام، في خطوة لم نعد نسأل فيها عن أرق قلوبا وألين أفئدة، واكتفينا بمشاهدة الشعب الذي كتب عليه أن يحيا قانع بالحاصل راضي بالمعدوم يشكر الجميع على اللا شيء يجامل ويمتدح الوطن خلال الثلاثة الأولى من كل شهر إن لم يكن تم صرف الراتب قبل نهاية الشهر السابق، في شارع هائل أو الرياض أو شارع الشهيد أنس، منظر يوحي بالرعب، بالرغم من من مروري أغلب الأيام بسبب الاتجاه عبر المنفذ المفتوح من وسط ساحة التغيير بأمانة العاصمة بجوار الجامعة القديمة، هنا في شارع هائل المحلات مقفلة وآثار الرصاص والشظايا والقذائف في أغلب المنازل المطلة على الشارع وإن كان المجمع السكني الذي تعود ملكيته لمجموعة هائل سعيد هي الأكثر تضررا من أي مبنى بحكم قربها من بيت الجود والكرم والنّصع والقنص على طريقة إضرب الطارف ومافيش داعي للناظور، وامتدادا حتى جولة العشرين، ستجد من بعدها القليل من الباعة الذي يفترشون الارصفة واصحاب البسطات وسبحان مغيّر الأحوال، حتى الشوارع تغيّرت حالتها والمنازل وفكر اصحاب المحلات وحتى الايجارات وكل هذا إلا فقط عقليتنا التي لازالت تنظر للوضع الراهن من منظور احمدوا الله، وطبعا كله حاصل.دونا عن كل مناطق العاصمة:هنا فقط ودونا عن كل مناطق العاصمة من يصدق أن الكهرباء تأتي خلال اليوم الواحد مره واحدة ولا تصل إلى الساعة أو النصف ساعة أحيانا، هذا إن لم يكن اليوم كاليومين السابقين والذي ضاعت واختفت منه الكهرباء ولم تأتي ولو حتى على طريقة سرجوا لهم وطفوا عسب يدروا إن به كهرباء، وما أراه واسمعه أن كل مناطق العاصمة لا تنقطع فيها الكهرباء ومن المستحيل ان يمر يوم من الأيام على حي من الأحياء دون أن تأتي فيه الكهرباء ثلاث مرات يوميا في الصباح والعصر والمساء وبالطبع ساعتين في كل مره، وكأنهم يعيشون من المحظوظين في الحياة بأن يحصلوا على فتات الخدمات الأساسية التي لا يحرم نظام في العالم منها شعبه، ولكن بما أن الأمر كالعادة ينطوي في العادي والجني اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش، وقليل دائم ولا كثير منقطع، وكأن ليلة القدر عرفت كل المسلمين وآمنوا بها إلا نحن لا زلنا نتحدث عن القليل الدائم وليتنا نجده، نتكلم الى درجة ان نصل الى الملل من انفسنا ونتوقف فترة من الزمان ليس بسبب لفظ عفاش ولا الانعاش ولا حتى اللي مات أو عاش، لاننا كلنا زائلون، ولكن هل يعقل هذا؟ وهل يصدق أحد ما نقول أم اننا مجرد مهوّلين كما يسمّونا البعض ومزيّفين للحقائق كما هو حال قنوات بقايا النظام البائد، كل عام وأنتم بخير:في عيدنا هذا العام ليس لنا إلا ان ندعو الله سبحانه وتعالى أن يزيل الظلم وأن يحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون، كل عام وانتم بخير أحبتي.
مرسى القلم:لبّيك يا الله لبّيك،،،، جديد حروفي المتواضعة برفقة نجوم الإنشاد ‘‘ فرقة الصفاء الفنية – عدن ‘‘ وبأداء الرائعين محمد حامد باحميش وياسر الحبيشي وبإخراج المخرج الشاب الرائع عزت وجدي، وإنتاج قناة يمن شباب، شكرا لكل من عمل وساهم في نجاح العمل.
a.mo.h@hotmail.com