;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

سلام على هؤلاء 2357

2011-10-31 05:19:52


لا يسلم المرء أحياناً من نوبات جنون تعتريه وهو يحاول البحث عن حقيقة غائبة أو إثبات صحة حقيقة حاضرة أمام الجميع، لكن لا يريد أحد الالتفات إليها والأمر يبدو صعباً حد المستحيل حين يكون المرء فرداً يحمل فكرة جماعية.
ولهذا كان لابد من تأييد العمل وفق جماعة متكاملة ومترابطة، وفق أهداف موحدة وواضحة، ما يجيب علينا عمله اليوم هو إثبات حقيقة المواطنة التي لا يستوعبها الأغلبية من الناس ولن نكون فقراء لاستخدام آلية سريعة لإقناع الجميع بهذه الحقيقة، لكن ما نخشى أن نكون فقراء له هو النية في العمل لإثبات صحة هذه الحقيقة.
اليوم يعمل الناس في مجالات كثيرة بهدف توفير الخدمات الضرورية والإنسانية لتكون في متناول الجميع وهؤلاء يستحقون الاحترام والتوقير.
هؤلاء الذين حاولوا جاهدين إبقاءنا في حالة أمل وتفاؤل يستحقون منا استشعاراً ذاتياً بقيمة العمل الذي يؤدونه وهم يعرضون حياتهم للخطر بعد أصبحت شوارعنا محطات للموت ذهاباً وإياباً، وبعد أن أصبح من الصعب أن نستوعب معنى القيم النبيلة والراقية في ظل حالة فقر مستشرية قد تدفع البعض أحياناً إلى بيع مبادئه ومثله مقابل لقمة زهيدة تحول بينه وبين الموت.
ومع هذا فهؤلاء الأبطال الذين يستيقظون كل صباح غير آبهين برائحة البارود التي تخنق ذرات الأثير وترديها صريعة الحيرة، يملؤهم التفاؤل بشحنة عطاء غير عادية.
ما أجمل أيديهم وهم يصنعون أرغفة الخبز أو يعرضون بضائعهم الخضراء على جوانب الأسواق والأرصفة وفي مداخل الحارات، ما أجملهم يحملون النفايات إلى خارج المدن ويحاولون جاهدين أن تبقى شوارعنا نظيفة بالرغم من أنها تشهد يومياً عواصف العنف والدمار، لكن للحرية طعم آخر، وللوطنية الحقة نكهة أخرى، سلام على كل من يحبس أنفاسه حتى الموت وهو يقدم لنا ما يبقينا على خط الحياة. 
سلام على كل رجل تهيّف باسم الألفة والرحمة والسلام وعلى كل امرأة تنادي بالعمل والالتزام والدقة وعلى كل شاب وشابة يغدون كل صباح باحثين عبر تضاريس العلم عن مستقبل جديد، مستقبل كلنا فيه سواء، لا فضل فيه لأصحاب المال والسلطان على أصحاب الفقر والحاجة، ولا أحقية لأهل الكنوز والذهب على أولي الحسب والنسب.
سلام على أطفال يهتفون – ربما على غير وعي منهم- بالحب والود والإيثار، يزهرون كل صباح وينكفئون كل مساء على أنفسهم وهم يصغون بخوفٍ لسيمفونية الموت.
كل يبحث عن طعم الحياة بطريقته، لكن المهم أن لا ننسى ونحن في عمق هذا البحث أن لنا وطناً يؤوينا وأرضاً تجمعنا وأولي قربى تجمعنا بهم أواصر الانتماء والقومية.
سلام على كل كاتب يسقي كلماته حبر الحقيقة والحقيقة فقط، يعرض السلام على أسطره كبضاعة ثمينة ولا يبيع فكره لأي اتجاه، لأنه يسير على أرض الوطن ويحتسي من مائه ولا يطعم إلا من ثمره.
كاتب يعلم تماماً أن عقله مدرسة يمكن أن تكون ملاذاً لطلاب الرأي السديد وملجئاً لأصحاب الأفكار الحرة.. كاتب يقف في محراب الوطن مبتهلاً قبل أن يصنف كتاباته بين هذا وذاك، وإنما قلم ناطق باسم الوطن فقط.
سلام لكل عقلية فذة، تدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة، وحتى حين تجادل لأجل جوهر القضية تجادل بالتي هي أحسن.. عقلية قد تعتريها حالات الجنون من واقع أخرق لا يعرف السكينة، لكنها تتحد مع سواها، إيماناً منها بفكرة التوطن والاستيطان.. تلك الفكرة التي لا تحتاج إلا للنية المخلصة حتى ترى النور.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد