قال: الحرب تدور رحاها في زنجبار بمحافظة أبين ليست حرباً حقيقية.. إنها حرب صفقات.. فالحرب الحقيقة تبدأ بأسباب واضحة ومسببات معروفة فتتحدد ملامحها مباشرة وينتهي وقتها وتسكت مدافعها بمجرد هزيمة أحد الطرفين ولو جزئياً.. أما الحرب اليوم وخاصة وما يدور في أبين فهي حرب أخرى لا مثيل لها في العالم كله لأنها ببساطة: ممنوعة فيها هزيمة أي طرف وانتصار آخر!!، والدليل بين أيدينا، فكلما تقدمت القوى العسكرية حتى تصل إلى نصف مدينة زنجبار وشارف المسلحون على الهزيمة وبدأوا فعلاً بالهرب إلى جعار.. جاءت أوامر "عليا" كما يقال تأمر بسحب الجند إلى ضواحي المدينة أو إلى المواقع العسكرية خارج المدينة أو قصفهم بنيران "صديقة" وحينها يستعيد المسلحون توازنهم ويعيدون جمع قواهم وترتيب مواقعهم داخل المدينة لتجدد الاشتباكات والمواجهات عن بعد.. بل أن الأخبار المتواترة أنه يتم تزويد المسحلين ببعض الدعم اللوجستي حين ينفذ ما بأيديهم.. أليست هذه حرب صفقاة لا حرب تحرير صادقة الأهداف والنيات؟!.
ويستطرد قائلاً: في الماضي كانت الحروب التي تحصل في الجنوب قبل الوحدة تذهب فيها ضحايا كثر.. ولكنها كانت حروباً حقيقة لا يطول أمدها.. وحين ينتصر طرف على آخر تبدأ الدولة نشاطها في أيام معدودات، وتعود الحياة إلى طبيعتها بدون أي معوقات ويعود الموظفون إلى أعمالهم وتبدأ المؤسسات نشاطها الطبيعي ولا تتعطل الحياة العامة لأكثر من أيام معدودات فقط.
أما حروب اليوم فهي حروب طويلة الأمد وليس لها بداية مفهومة ولا نهاية معروفة، وتنفذ بالتقسيط المريح لشهور وسنوات ويثري بسببها أقوام وتداس كرامة آخرين وتزهق الأرواح وتهراق الدماء وتهدم المنازل وتتعطل الحياة العامة وتشرد الناس وتتحول مدنهم العامرة إلى مدائن أشباح وكأنهم ليسوا بشراً بل أوراق لعب على الطاولة أو قطعاً على رقعة الشطرنج لا أكثر.. أي نفسيات هذه التي تمارس هذا النوع من السلوك الشائن الغريب على مجتمعنا وأخلاقه وقيمة المستمدة من روح الدين الإسلامي؟! وهل لهم قلوب يعقلون بها؟! أو ضمائر يحملونها؟! أو أخلاق دين يرتدعون بها؟!
قالت تعالى: ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)).
قلت له: هذه هي الأنظمة الاستبدادية وهذا هو سلوكها وحين تنتصر ثورة الشباب السلمية يستعيد اليمن وجهه الحقيقي المشرق.. وإن غداً لناظره قريب.
