;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

الرقصة الأخيرة .... 2086

2011-10-25 04:24:29


من المقومات السياسية في بلادنا تنوع الموروث الشعبي من منطقة إلى أخرى ومنها الرقصات الشعبية, مثل البرع والرقصة الصنعانية واللحجية والتهامية وغيرها, وهنالك رقصات أخرى ابتدعها النظام الحالي وأتقن أداءها خلال الثلاثين عاماً الماضية, ولعل أشهرها والتي أعلن عنها صراحة عبر وسائل الإعلام وهي الرقص على رؤوس الثعابين, وهذه الرقصة ظل النظام يمارسها منذ توليه الحكم وحتى الخروج من حرب صيف 1994م منتصراً, ليصاب بالغرور وداء العظمة، خاصة وحاشيته وبطانته السيئة تردد في كل ظهور له ((ما لنا إلا علي)).
 وبعد 94م شرع النظام في التهيئة لإعداد الكرسي لولي العهد القادم من الخارج والإسراع في تأمين الحدود عبر اتفاقيات (تحصيل حاصل) ومن ثم بدأ باللعب والرقص على معاناة وهموم الملايين من أبناء وطنه الجوعى من خلال إنزال العديد من الجرع السعرية التي قصمت ظهرهم وجعلت منهم طبقتين تفصل بينهما هوة كبيرة, طبقة الأغنياء من مسئولي الدولة والتجار والمقاولين, وطبقة الفقراء بقية عامة المواطنين, وقد استمر النظام يلعب تلك الرقصة الهادئة وبإيقاعاتها المختلفة لعدة سنوات ومن تلك الإيقاعات الكهرباء النووية وكهرباء عبر الرياح والسكك الحديدية وتحلية مياه البحر وغيرها حتى فبراير 2011م, خاصة بعد أن رحل الراقصون السابقون وخرجت الجماهير إلى الساحات, فسارع مرة أخرى للعب برقصة أخرى هي الرقص على جثث الأبرياء سواء المعتصمين أو المشاركين في المسيرات أو الآمنين في منازلهم, وهكذا كانت جمعة الكرامة بداية لمرحلة جديدة بلون الدم ورائحة البارود, ذاق فيها الشعب الأمرين بعد أن امتزج الدمع بالدم وتهاوى النظام الهش وتوالت الاستقالات وانضم الأحرار والإبطال في الجيش إلى الثورة الشبابية الشعبية السلمية, التي أذهلت العالم عندما شاهد هؤلاء الشباب وهم يواجهون أله النظام العسكرية بصدورهم العارية ويواصلون اعتصاماتهم في ساحات الحرية والتغيير لأشهر مع استمرار كافة مراحل النضال السلمي الرامي لإسقاط النظام المستبد حتى جاءت مبادرة الأشقاء ونزيف الدم مستمر يوميا في مختلف الساحات والمحافظات والنظام يراوغ مستمراً في رقصته حتى حادثة النهدين, وبعد عودته من الخارج قال انه يحمل غصن الزيتون وحمامة السلام، لكن مسلسل القتل الوحشي يقول إن النظام لا يزال في رقصته السابقة، الرقص على جثث الأبرياء, وبعد وصول القضية اليمنية إلى مجلس الأمن الذي بدأ يتداولها ويصدر قراراته وبعد رفض الخليجيين لأي تعديل على المبادرة، هنالك من يقول إن النظام الذي صار يقتل المعتصمين بالعشرات بشكل وحشي وشبه يومي وبمختلف أنواع الأسلحة لا شك قد فشل في جميع الرقصات التي يجيدها وظل يحكم البلاد على إيقاعاتها عشرات السنين وصار يدرك تماماً أنه قد سقط ولا محال من الرحيل وان ما يقوم به هذه الأيام هي رقصة لا إرادية تسمى برقصة الموت حتى وإن عاد يراوغ من جديد بطلب ضمانات دولية، فهو يدرك تماماً أن المراوغة صارت لا تجدي سواء لكسبه الوقت أو الحصول على المزيد من الضمانات, وهكذا كان ولا بد أن تكن النهاية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد