;
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

المبادرة الخليجية لن توقع ...فما الحل؟ 2171

2011-10-24 04:34:37

     
أصبح واضحاً للجميع وجلياً للعيان أن المبادرة الخليجية التي لا تخدم الثورة بل تضرها ضرراً كبيراً، لن توقع على الإطلاق , وهذه هي القناعة التي توصل إليها الأشقاء في دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية , وسمحوا بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي أو تغاضوا عن ذلك لعل وعسى أن يتزحزح الرئيس صالح وأركان نظامه عن مواقفهم المتصلبة , ويغلبوا مصلحة بلدهم على مصالحهم الشخصية، لكنه لا يلوح في الأفق ما يبشر بخير أو ما يشير إلى ذلك.
إذ لو كان الرئيس صادقاً وجاداً كما كان الناس يظنوه "33" عاماً، لكان وقع على المبادرة بعد آخر تعديل للمبادرة من دول الخليج , لكنه ظل يراوغ ويلعب على عامل الوقت عسى الله أن يأتيه بفرصة تساعده على التغلب على شباب الثورة كما تعود طيلة فترة حكمة , لكن عهد الفرص لم يعد في صالحه وتغلبت إرادة الله وإرادة شعب بأكمله.
أما قرار تفويض النائب بالتوقيع على المبادرة فهي آخر لعبة من ألاعيبه لاكتساب المزيد من الوقت والمماطلة إذ أن القرار لا معنى له , وهو مجرد حبر على ورق , وهذه هي الخلاصة التي توصلت إليها دول الخليج والمجتمع الدولي , وإلا لكان النائب وقع على المبادرة وخلص اليمن الكثير من المشاكل والكثير من المتاهات والمآلات التي قد تؤول إليها اليمن في حال تعقدت الأمور , وهو ما تشير إليه كل المعطيات فالرجل أي عبده ربه منصور هادي أثبت الواقع , وأثبتت الأيام والمعطيات أنه جزء من اللعبة , وجزء من النظام , وجزء من المشكلة , وليس جزء من الحل , وإلا ما الداعي , وما الموانع التي منعت الرجل من التوقيع على المبادرة الخليجية وبموجب القرار الرئاسي في تفويضه بالحوار والتوقيع على المبادرة الخليجية , والكل بات يعلم أن المعارضة تحاورت معه على كل شيء وبحسب التقارير الإخبارية فقد منحته حرية الاختيار بين تنفيذ وتطبيق آلية المبادرة الخليجية , أو آلية السيد جمال بن عمر , لكنه أضاع الفرصة من بين يديه بعد أن كان الملايين يعقدون عليه الآمال ويعتبرونه رجل المرحلة, لكنه أثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أنه غير ذلك وأن لا فرق بينه وبين عمر سليمان.
لقد ضاعت الفرص وضاق هامش المناورة وأصبح مخطئاً من يعول على المعارضة في إيجاد أي حل فقد لعبت بكل أوراقها , رفضت المبادرة الخليجية ثم قبلت بها على مضض واستحياء , ورفضت التوقيع عليها إلا بعد توقيع صالح ووقعت ولم يوقع صالح, وقدمت الكثير من التنازلات ولم يقدم الطرف الآخر أي تنازلات تذكر حتى ضاق بها ذرعاً حتى وصل الجميع إلى خيارين لا ثالث لهما.
الخيار الأول - الجمود الثوري والمبيت في الساحات وميادين التغيير والتعويل على الخارج حتى يأذن الله لنا بالفرج والنصر وهو خير الناصريين أو الخيار الثاني - الحسم الثوري وإسقاط بقايا النظام كما يسموهم بشتى الطرق وبمختلف الوسائل والأساليب مهما كانت التضحيات لأن الجميع اليوم أصبحوا يقدمون التضحيات وبمختلف الجوانب وبالتقسيط المريح وبأثمان باهظة ! إذ ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها؟ وهنا أذكر قول الشاعر: 
ومن يتهيب صعود الجبال × يعش أبد الدهر بين الحفر
 لقد بات من المسلّم به عند الجميع أن المبادرة الخليجية لن توقع.. إذا ماذا أنتم فاعلون يا أحزاب المعارضة, ويا شباب الثورة, ويا مجلسنا الوطني؟ هذا المجلس الذي عول عليه الناس كثيراً. 
الناس اليوم تنتظر قرارات مصيرية، تنتظر خطوات عملية حاسمة لإخراج البلد من الوضع المأساوي والانهيار الحقيقي إلى بر الأمان، لكي يشترك الجميع في صناعة النصر , أو في صياغة المخرج ووضع الحلول , وما هي الخطوات القادمة التي يمكن اللجوء إليها إذا لم توقع المبادرة الخليجية؟ وما الحلول التي يمكن أن يلجأ إليها الناس؟ لأن المجتمع الدولي والله لن يفعل لنا شيء إذا لم يكن الحل من الداخل , فالخارج لا يمكن أن يعترف بك إذا لم تفرض نفسك في الداخل وسيظل المشهد على هذا الحال وإلى متى؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد