لا أعرف ما سبب اشتعال حمى الضمانات بشكل مفاجئ، فالكل يطالب بضمانات مع أن ما فيش حاجة مضمونة في اليمن إلا الطريق إلى سوق القات، فهي بلا ضمان جمهورية الكاميرا الخفية.
صاحب البقالة يشتي ضمانة بأني سأبرجه، يعني عشان استلف منه واحد زبادي أجيب له بقرة جدتي "ضمانة مسلّمة".
حتى ولدي الصغير أقول له يروح يجيب نصف دجاج، يقول لي: " مش رايح إلا إذا جبت لي ضمانات انك تعطيني الرجل والجناح والرقبة والمرق".
جارنا زوجته حامل داخله بالشهر العاشر والمولود ما رضي يخرج، أسعفوها المستشفى حاولوا يولدوها بالطلق الصناعي، بالطلق الزراعي، بالطلق الإشعاعي، ولم يتبقى سوى أن يولدوها بالطلق المدفعي والجنين مكانه مش راضي يخرج.. لماذا؟! قالوا يشتي ضمانات أن الوضع في اليمن زي الوضع في بطن أمه.
واحد دخل فيه جني بزوه عند الشيخ يقرأ عليه طلع الجني يتكلم هندي، قالوا جيبوا مترجم.. ماذا يقول الجني يا حضرة المترجم؟! قال: "يقول انه مش خارج منه إلا بضمانات من أميتا باتشان وشاروخان".
واحد لسه يا دوب متزوج ما له سنة حنقت زوجته بعد أن اختلفت مع أمه وأخواته، سار يرجعها من بيت أبيها قالت: "حرام وطلاق ما أرجع إلا إذا اديت لي ضمانات انك تخرجني بيت لوحدي"، قالت له أمه: طلقها، قال: مش مطلقها إلا إذا جبتي لي ضمانات انك تزوجيني واحدة مثل أمل كعدل.
كاتب اسمه "أحمد غراب" كتب ألف موضوع وموضوع عن الكهرباء حتى ولع القراء ولم تولع الكهرباء، قال: أشتي ضمانات انهم يولعوا الكهرباء وأنا أبطل أكتب عن الكهرباء.
حتى إبليس نفسه أصبح يطالب بضمانات للبقاء في اليمن، منها الحصول على عقد توكيل حصري بالوسوسة والحصول على ضمانات من المسؤولين بحماية حقوقه الفكرية والمعنوية "حقوق الأبلسة محفوظة"، مش هو يعلمهم السرقة وهم يعملوا ويكتبوا على قصورهم "هذا من فضل ربي".
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي..