أكثر من عشر اتصالات تهديد من أرقام مجهولة منذ بداية الثورة وفي الأخير التهديد من قبل مجموعة بلاطجة مسلحين بالحرق، وطبعاً حياتنا تهون أمام تلك الدماء الزكية التي تسفك كل يوم في ساحات الحرية والتغيير أو تلك الأرواح الطاهرة البريئة التي اغتالتها رصاصات الغدر الجبانة, وتلك الممارسات ليست جديدة بالنسبة لي , ولو كنت اعلم قوة وعظمة كلمة (ارحل ) لكنت قد قلتها في عام 1998م عندما نهب أحد ضباط الحرس الجمهوري درجتي الوظيفية في مكتب إسكان محافظة صنعاء بعد تعيينه مديراً عاماً لمكتب حكومي وهو رجل عسكري, ولو كنت أدرك تأثير كلمة (إرحل) على نفسيات الطغاة، لكنت قد قلتها عام 2005م عندما تعرضت لعدة تهديدات من قبل مسؤولي محافظة إب, أما اليوم فإن الطفل والمرأة والشيخ الكبير والمثقف والغير متعلم جميعهم يصرخون بصوت واحد 

ليس (إرحل فحسب)، بل الشعب يريد محاكمة السفاح والقتلة والمجرمين والفاسدين ويشرفني كثيراً أن أكون وسط هذه الصفوف الثورية، لأنني اليوم لست وحدي, فهنالك الملايين في الساحات تشد من أزرنا وتصل صوتنا إلى من صم آذانه وحجبته عنا البطانة الفاسدة عشرات السنين. 

اليوم أبناء الجعاشن ليسوا وحدهم معتصمين في الشارع، فهنالك في كل محافظة أكثر من ساحة اعتصام، واليوم فقط وصلت آهات سجناء إب ومن قطعوا آذانهم وأصابعهم إلى العالم ومجلس الأمن, دون أن تعترضهم أي بطانة سيئة. 

اليوم الشعب اليمني يريد دولة مدنية حديثة, دولة النظام والقانون والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وهذه إرادة الشعب اليوم اليمني أكثر وعياً وتعليماً ويدرك ما يريد مهما ظلل إعلامك وبقايا نظامك، فالعالم بأسره يدرك تماماً أن هذه الملايين التي تحتشد في الساحات والمسيرات هي الشعب اليمني الحر وليس أولاد الأحمر أو جنود علي محسن , ولكن ماذا نقول لكم سوى قوله تعالى (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) صدق الله العظيم.. ونشهد الله على أعمالكم بنا وحسبنا الله ونعم النصير.. 

إلى شباب الثورة: 

يا من تفترشون الأرض وتلتحفون السماء، يا من تواجهون رصاصات النظام وآليته العسكرية بصدوركم العارية، أيها الصامدون في ساحات الحرية والتغيير في مختلف محافظات الجمهورية انتم وحدكم من نزع الخوف من قلوبنا وأعطانا الأمل في إصلاح أوضاع البلاد, انتم وحدكم من أعاد لنا الثقة بالنفس في قدرتنا على مواجهة الطغاة والفاسدين, وأمامكم تعجز كلمات الحب والوفاء والعرفان 

يا من تنظمون كل يوم أكثر من مسيرة واعتصام وفعالية منذ بداية الثورة إلى اليوم.. ابشروا فإن النصر قادم وقد حققت ثورتكم الطاهرة الكثير من الأهداف التي خرجتم من اجلها , وثقوا أن الملايين من أبناء هذا الشعب الطيب الصابر معكم يرون في صدوركم العارية وخيامكم المتواضعة وفعالياتكم الرائعة شمس الحرية والعدالة والمساواة والمجد والخلود لأولئك الشهداء الأبرار من سقطت أجسادهم الطاهرة في مختلف الساحات والمسيرات والخزي والعار لقتلة النساء والأطفال والشيوخ الآمنين في منازلهم , الذل والمهانة لمن اعتلوا أسطح المنازل بقناصاتهم وتمترسوا في الخنادق والمعسكرات بمدافعهم ورشاشاتهم ودباباتهم لمواجهة مسيرات إخوانهم المعتصمين الذين خرجوا من اجل كل اليمنيين من مختلف الأحزاب السياسية والقبائل اليمنية والمذاهب وغيرها ينشدون النظام والقانون والعدل والمساواة والحفاظ على امن وخيرات الوطن (ولا حول ولا قوة إلا بالله).